مقدمة
الأسد حيوان مفترس كبير وقوي من فصيلة السنوريات، ويعد من أشهر الحيوانات المفترسة في العالم، وهو معروف بقوته وشراسته، وقد ورد ذكر الأسد في القرآن الكريم في العديد من الآيات، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم بأسماء مختلفة، ومن بين هذه الأسماء “الأسد”، “الليث”، “الغضنفر”، “الهزبر”، “السبع”، “الوحش”، “الضاري”.
الأسد في القرآن الكريم
1. الأسد رمز القوة والشجاعة:
– ورد ذكر الأسد في القرآن الكريم في العديد من الآيات، وقد جاء ذكره في سورة المائدة في قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، وقد شبه الله تعالى في هذه الآية الكريمة أولئك الذين اتخذوا من دون الله أولياء بأنهم مثل العنكبوت التي اتخذت بيتًا، وقال تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَنْصَرَ الْأَسَدَ فَأكَلَهُ}، وقد شبه الله تعالى في هذه الآية الكريمة أولئك الذين استنصروا بالأسد بأنهم مثل الذي استنصر بالأسد فأكله.
– وقد ورد ذكر الأسد في القرآن الكريم في سورة الشعراء في قوله تعالى: {وَآتَيْنَا طَالُوتَ الْبَأْسَ وَالْعِلْمَ وَالْحُكْمَ}، وقد ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن طالوت كان يتمتع بالقوة والعلم والحكم، وقد شبهه الله تعالى بالأسد في قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، وقد شبه الله تعالى في هذه الآية الكريمة امرأة فرعون بأنها مثل الأسد في قوتها وشجاعتها.
2. الأسد رمز للعدوانية والافتراس:
– وقد ورد ذكر الأسد في القرآن الكريم في سورة البقرة في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ}، وقد ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن ثمود كذبوا نبيهم صالحًا، وقد شبههم الله تعالى بالأسد في قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَادِينَ}، وقد شبه الله تعالى في هذه الآية الكريمة ثمود بأنهم مثل الأسد في عدوانيتهم وافتراسهم.
– وقد ورد ذكر الأسد في القرآن الكريم في سورة الأعراف في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا}، وقد ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن قوم موسى طلبوا منه أن يأتي لهم بآيات، وقد شبههم الله تعالى بالأسد في قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ فَتَنُوكَ لِيُثْنُوكَ عَمَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا}، وقد شبه الله تعالى في هذه الآية الكريمة قوم موسى بأنهم مثل الأسد في مكرهم وخداعهم.
3. الأسد رمز للكبرياء والغرور:
– وقد ورد ذكر الأسد في القرآن الكريم في سورة يوسف في قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَهَمَّتْ بِهِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَا يُفْلِحُونَ}، وقد ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن امرأة العزيز همت بيوسف عن نفسه، وقد شبهها الله تعالى بالأسد في قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَلَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}، وقد شبه الله تعالى امرأة العزيز بأنها مثل الأسد في كبريائها وغرورها.
– وقد ورد ذكر الأسد في القرآن الكريم في سورة الكهف في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ}، وقد ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن داود كان يتمتع بقوة كبيرة، وقد شبهه الله تعالى بالأسد في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي م