اسم من اسماء الله الحسنى مكون من 6 حروف

اسم من اسماء الله الحسنى مكون من 6 حروف

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،

فإن من أسماء الله الحسنى مكون من 6 حروف، وهو اسم “اللطيف”، وهذا الاسم يدل على لطف الله تعالى بعباده، ورحمته بهم، وعنايته بهم، وحرصه عليهم، وتدبيره لأمورهم، وتيسيره لهم سبل الحياة، وإسدائه النعم عليهم، ودفع النقم عنهم، وقضاء حوائجهم، وتفريج كرباتهم، وتلبية دعواتهم، وإجابة مناجاتهم، وغير ذلك من مظاهر اللطف والرحمة والإحسان التي لا تحصى ولا تعد.

1. معنى اسم اللطيف

اللطيف هو اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المتفضل على عباده بالعطاء والإنعام، والمتفضل عليهم بالستر والتجاوز عن الذنوب والخطايا، والمتفضل عليهم بالتوفيق والهداية والاستقامة، وهو الذي يتلطف بعباده في معاملتهم، ويدبر أمورهم برحمته ولطفه وعنايته، وهو الذي يهيئ لهم أسباب النجاح والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

2. دليل على لطف الله تعالى بعباده

هناك العديد من الأدلة على لطف الله تعالى بعباده، منها:

– خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، وجعله أفضل المخلوقات، وأكرمه على سائر خلقه، وأعطاه العقل والحكمة والقدرة على التفكير والتدبر، وسخر له الكون وما فيه من منافع وموارد، وأرسل له الرسل والأنبياء لهدايته وإرشاده، وأنزل عليه الكتب السماوية لبيان شرائعه وأحكامه، ويسر له سبل العبادة والطاعة.

– رعاية الله تعالى لعباده وحفظه لهم، فهو الذي يحفظهم من كل مكروه وشر، وهو الذي يدفع عنهم البلاء والضر، وهو الذي يرزقهم وييسر لهم أسباب الحياة، وهو الذي يجيب دعواتهم ويلبي مناجاتهم، وهو الذي يتجاوز عن ذنوبهم وخطاياهم ويتوب عليهم، وهو الذي يهديهم إلى سواء السبيل ويرزقهم الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

– إحسان الله تعالى لعباده وفضله عليهم، فهو الذي يمن عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة، وهو الذي يفضل عليهم بفضله وإحسانه، وهو الذي يرزقهم رزقًا حسنًا، وهو الذي يدفع عنهم البلاء والضر، وهو الذي يهديهم إلى سواء السبيل ويرزقهم الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

3. فضل ذكر اسم اللطيف

لذكر اسم اللطيف فضل كبير، ومن ذلك:

– زيادة الإيمان والتوكل على الله تعالى، وذلك عند ذكر اسم اللطيف يتذكر العبد لطف الله تعالى به ورحمته وعنايته، فيزداد إيمانه وتوكله على الله تعالى، ويطمئن قلبه إلى أن الله تعالى لن يتخلى عنه ولن يتركه وحيدًا، وأن الله تعالى هو الملاذ والملجأ وهو القادر على قضاء الحوائج وتفريج الكربات.

– جلب الرزق والبركة، وذلك عند ذكر اسم اللطيف يشرق نور اسم اللطيف في قلب العبد ويرتفع ذكر الله تعالى على لسانه، فيكون ذلك سببًا لجلب الرزق والبركة، فالله تعالى هو الرزاق الكريم وهو اللطيف بعباده، وهو الذي يرزقهم من حيث لا يحتسبون.

– دفع البلاء والضر، وذلك عند ذكر اسم اللطيف يتعوذ العبد بالله تعالى من البلاء والضر، ويطلب منه اللطف به والرحمة والستر والتجاوز عن الذنوب والخطايا، فيكون ذلك سببًا لدفع البلاء والضر عنه، فالله تعالى هو اللطيف بعباده وهو الذي يدفع عنهم البلاء والضر.

4. كيف نتوجه إلى الله تعالى باسم اللطيف

نتوجه إلى الله تعالى باسم اللطيف من خلال:

– الدعاء به، وذلك عند الدعاء إلى الله تعالى نقول: “يا لطيف يا لطيف يا لطيف”، وندعوه تعالى أن يلط بنا وأن يرحمنا وأن يستر علينا وأن يتجاوز عن ذنوبنا وأن يهدينا إلى سواء السبيل وأن يرزقنا الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

– الذكر به، وذلك عند ذكر الله تعالى نقول: “سبحان اللطيف”، و “الحمد لله اللطيف”، و “لا إله إلا الله اللطيف”، و “الله أكبر اللطيف”، ونذكر اسم اللطيف كثيرًا في أذكارنا وأورادنا اليومية.

– التأمل في معناه، وذلك عند التأمل في معنى اسم اللطيف نتدبر في معانيه ونتفكر في مظاهر لطف الله تعالى بعباده، فنتدبر في خلق الله تعالى للإنسان في أحسن تقويم، ونتدبر في رعاية الله تعالى لعباده وحفظه لهم، ونتدبر في إحسان الله تعالى لعباده وفضله عليهم، فتزداد معرفتنا بالله تعالى ويزداد إيماننا وتوكلنا عليه.

5. قصص عن لطف الله تعالى بعباده

هناك العديد من القصص عن لطف الله تعالى بعباده، منها:

– قصة سيدنا يونس عليه السلام، عندما ابتلعه الحوت وظل في بطنه مدة أربعين ليلة، ولكنه ظل يدعو الله تعالى ويلتجأ إليه، فاستجاب الله تعالى لدعائه وأخرجه من بطن الحوت سالمًا غانمًا.

– قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما ألقاه الكافرون في النار، ولكن الله تعالى نجاه من النار وأطفأها عليه، وذلك بفضل لطفه تعالى بعباده.

– قصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما فر من فرعون وقومه، ولكنه ظل يلتجئ إلى الله تعالى ويدعوه، فاستجاب الله تعالى لدعائه وأنجاه من فرعون وقومه، وأغرق فرعون وقومه في البحر.

6. الحكمة من إطلاق اسم اللطيف على الله تعالى

الحكمة من إطلاق اسم اللطيف على الله تعالى هي:

– بيان لطف الله تعالى بعباده ورحمته وعنايته بهم.

– الإشارة إلى أن الله تعالى هو المتفضل على عباده بالعطاء والإنعام، وهو المتفضل عليهم بالستر والتجاوز عن الذنوب والخطايا، وهو المتفضل عليهم بالتوفيق والهداية والاستقامة.

– الدعوة إلى عبادة الله تعالى والإخلاص له، وذلك عند معرفة العبد بلطف الله تعالى بعباده يزداد حبه لله تعالى وإخلاصه له، ويزداد إيمانه وتوكله على الله تعالى.

خاتمة

وفي ختام هذا المقال، نسأل الله تعالى أن يلط بنا وأن يرحمنا وأن يستر علينا وأن يتجاوز عن ذنوبنا وأن يهدينا إلى سواء السبيل وأن يرزقنا الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق