مقدمة
نوح، هو النبي الذي كلفه الله تعالى ببناء سفينة لإنقاذ المؤمنين من طوفان عظيم كان سيغرق الأرض كلها، وهو من أهم شخصيات الأنبياء والمرسلين، ورد ذكره في القرآن الكريم وفي الأديان الأخرى أيضًا، وقد اشتهر نوح بحكمته وورعه وتقواه، وقدوة صالحة لجميع المؤمنين.
نشأة نوح ونبوته
ولد نوح عليه السلام في مدينة بابل القديمة، وكان من نسل آدم عليه السلام، وقد بعثه الله تعالى نبيًا إلى قومه عندما بلغ سن الأربعين، ولبث في نبوته ألف سنة وخمسين عامًا، وقد دعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ولكنهم كذبوه وعاندوه، فبعث الله عليهم الطوفان، وأمر نوحًا أن يصنع سفينة ينجو بها هو ومن آمن به من الغرق.
بناء السفينة
انشغل نوح عليه السلام ببناء السفينة لمدة طويلة، وقد واجه العديد من التحديات والمعوقات، لكنه استمر في البناء حتى اكتملت السفينة، وكانت كبيرة جدًا بحيث يمكنها أن تحمل جميع الحيوانات والطيور، وقد أمر الله نوحًا أن يحمل في السفينة من كل نوع من الحيوانات زوجين، ذكرًا وأنثى، وأن يحمل معه عائلته ومن آمن به من أقاربه وأصحابه.
الطوفان
فلما اكتملت السفينة، فجر الله تعالى العيون من الأرض، وأرسل الأمطار الغزيرة لمدة أربعين ليلًا ونهارًا، فغرق كل من على الأرض من كفار ومشركين، ولم ينجُ إلا نوح ومن معه في السفينة، وقد استمر الطوفان لمدة مائة وخمسين يومًا، وبعد ذلك، رست السفينة على جبل الجودي في أرض الموصل.
خروج نوح من السفينة
عندما هدأ الطوفان، خرج نوح ومن معه من السفينة، وكانوا ثمانين شخصًا، وقد شكروا الله تعالى على نجاتهم، وقد أمر الله نوحًا أن يكثر نسله في الأرض، وألا يعود إلى عبادة الأصنام، وقد بدأ نوح في إصلاح الأرض وتعميرها، وقد عاش بعد الطوفان حوالي مائتي عام، وقد توفي عن عمر يناهز ألف عام.
أخلاق نوح عليه السلام
كان نوح عليه السلام من الأنبياء العظام الذين اتصفوا بالعديد من الأخلاق الحميدة، ومنها:
الصبر: فقد صبر على قومه الذين كذبوه وعاندوه لمدة طويلة، واستمر في دعوتهم إلى عبادة الله تعالى حتى آخر لحظة.
الحكمة: فقد كان نوح عليه السلام حكيمًا في أقواله وأفعاله، وقد كان حجة قوية على قومه الذين اتبعوا أهواءهم وضلالاتهم.
الورع: فقد كان نوح عليه السلام ورعًا تقيا، وقد كان حريصًا على طاعة الله تعالى وتجنب كل ما يغضبه.
التقوى: فقد كان نوح عليه السلام متقيًا لله تعالى، وقد كان حريصًا على فعل كل ما أمره الله تعالى به واجتناب كل ما نهاه عنه.
فضل نوح عليه السلام
نال نوح عليه السلام فضلًا عظيمًا من الله تعالى، ومن ذلك:
إنقاذه من الطوفان: فقد أنجاه الله تعالى من الطوفان الذي أهلك كل من على الأرض من كفار ومشركين.
إكرامه في الجنة: فقد وعد الله تعالى نوحًا أن يكرمه في الجنة، وأن يدخله فيها هو ومن آمن به من أهله وأصحابه.
نسله: فقد جعل الله تعالى نسل نوح عليه السلام كثيرًا، وقد انتشر نسله في جميع أنحاء الأرض.
الخاتمة
نوح عليه السلام هو من أهم شخصيات الأنبياء والمرسلين، وقدوة صالحة لجميع المؤمنين، وقد اتصف بالعديد من الأخلاق الحميدة، ونال فضلًا عظيمًا من الله تعالى، وقد أنجاه الله تعالى من الطوفان وأكرمه في الجنة وجعل نسله كثيرًا.