اقسام التوحيد

التوحيد هو الاعتقاد بوحدانية الله سبحانه وتعالى، وأنه لا شريك له في ملكه وسلطانه، وهو أصل العقيدة الإسلامية وأساسها، وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على التوحيد، منها: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:1].

أقسام التوحيد:

ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هي:

1. توحيد الربوبية:

وهو الاعتقاد بأن الله وحده هو الخالق المدبر، وأن كل شيء في هذا الوجود ملك له وسلطانه، وهو الذي يتصرف فيه كيف يشاء، ولا شريك له في خلقه وتدبيره، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الحديد:4].

2. توحيد الألوهية:

وهو الاعتقاد بأن الله وحده هو المستحق للعبادة، وأنه لا يجوز أن يُعبد معه أحد غيره، ولا أن يُشرك به في العبادة، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء:116].

3. توحيد الأسماء والصفات:

وهو الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى له أسماء وصفات خاصة به، وأن هذه الأسماء والصفات هي صفات كمال، ولا يجوز أن تُسند إلى أحد غيره، وأن هذه الأسماء والصفات لا تشبه أسماء وصفات المخلوقات، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف:180].

أقسام توحيد الألوهية:

ينقسم توحيد الألوهية إلى ثلاثة أقسام، هي:

1. توحيد العبادة:

وهو الاعتقاد بأن الله وحده هو المستحق للعبادة، وأن العبادة لا تجوز إلا له، ولا يجوز أن تُوجه إلى أحد غيره، قال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5].

2. توحيد الطلب:

وهو الاعتقاد بأن الله وحده هو الذي يُطلب منه الرزق والنصر والشفاء والهداية وغير ذلك من الأمور، ولا يجوز أن يُطلب ذلك من أحد غيره، قال تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [يونس:107].

3. توحيد الرجاء:

وهو الاعتقاد بأن الله وحده هو المرجا والمأمول منه الخير، ولا يجوز أن يرجى الخير من أحد غيره، قال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5].

أقسام توحيد الأسماء والصفات:

ينقسم توحيد الأسماء والصفات إلى ثلاثة أقسام، هي:

1. توحيد الذات:

وهو الاعتقاد بأن الله وحده هو المتفرد بالذات، وأن لا نظير له ولا شبيه، قال تعالى: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:4].

2. توحيد الصفات:

وهو الاعتقاد بأن صفات الله تعالى هي صفات كمال، وأن لا نقص فيها، وأن هذه الصفات لا تشبه صفات المخلوقات، قال تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:11].

3. توحيد الأفعال:

وهو الاعتقاد بأن الله وحده هو الفاعل لجميع الأفعال، وأن لا فاعل غيره، وأن أفعال الله تعالى هي أفعال حكمة وعدل، قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [الإنسان:30].

الخاتمة:

التوحيد هو أساس العقيدة الإسلامية، وهو من أهم أركان الإيمان، وقد أمر الله تعالى عباده بتوحيده، وحذرهم من الشرك به، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء:163-165].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *