الانشغال عن الصلاة يعد من مكروهات الصلاة

الانشغال عن الصلاة يعد من مكروهات الصلاة

مقدمة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين وقوته، وقد أمر الله تعالى بها عباده في كتابه الكريم بقوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43]، وقد جعلها سبحانه وتعالى مفتاح الجنة، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مفتاح الجنة الصلاة» [الترمذي]، ومن هنا جاءت أهمية الصلاة وعظم منزلتها عند الله تعالى.

الانشغال عن الصلاة يعد من مكروهات الصلاة

وإن من الأمور التي تنقص من خشوع المصلي وتلهيه عن صلاته، الانشغال بأشياء أخرى غير الصلاة، كالتفكير في أمور الدنيا، أو النظر إلى ما حوله، أو التحدث مع الآخرين، أو القيام بحركات لا داعي لها، وغير ذلك من الأمور التي تشتت الذهن وتبعد المصلي عن الخشوع.

أولاً: حكم الانشغال عن الصلاة

اتفق الفقهاء على أن الانشغال عن الصلاة يعد من مكروهات الصلاة، وذلك لأنه يبطل الخشوع فيها، ويمنع المصلي من التفرغ لها، قال النووي رحمه الله: “يكره للمصلي أن يعبث في صلاته بما يلهيه ويكثر منه، كأن يلعب بتسبيحة أو غيرها، أو يعبث بثيابه أو لحيته” [المجموع].

ثانيًا: صور الانشغال عن الصلاة

للانشغال عن الصلاة صور متعددة، منها:

1. التفكير في أمور الدنيا: وهذا من أكثر ما يشتت ذهن المصلي ويجعله لا يستحضر قلبه في صلاته، قال ابن القيم رحمه الله: “التفكير في أمور الدنيا في الصلاة من أعظم ما يضيع أجر الصلاة، ويحبط عملها، وينقص ثوابها، ويوجب غفلة القلب عن الله تعالى والإقبال على غيره” [مدارج السالكين].

2. النظر إلى ما حول المصلي: وهذا أيضًا مما يشتت ذهن المصلي ويجعله لا يركز في صلاته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يلتفت، فإن الالتفات يقطع الصلاة» [أبو داود والترمذي].

3. التحدث مع الآخرين: وهذا من أشد ما ينقص من خشوع المصلي ويجعله لا يستحضر قلبه في صلاته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم فلا يحدث جليسه، فإن لم ينته فلينصرف» [أبو داود].

ثالثًا: حكم الانشغال عن الصلاة سهوًا أو عمدًا

إذا انشغل المصلي عن صلاته سهوًا، فلا شيء عليه، لأن السهو لا يؤثر على صحة الصلاة، قال الإمام الشافعي رحمه الله: “من صلى فالتفت يمينًا أو شمالًا، سهوًا من غير تعمد، لم تبطل صلاته” [الأم].

أما إذا انشغل المصلي عن صلاته عمدًا، فإن صلاته لا تصح، قال الإمام مالك رحمه الله: “من انشغل بغير صلاته إذا أدرك الإمام في الركوع، بطلت صلاته، لأن الركوع ركن لا تصح الصلاة إلا به، ولا يدرك الركوع إلا إذا كان حاضرًا في القلب والجوارح” [الموطأ].

رابعًا: ما يبطل الصلاة من الانشغال

هناك بعض الأمور التي تبطل الصلاة إذا انشغل بها المصلي، ومنها:

1. الكلام: إذا تكلم المصلي في صلاته بكلمة أو كلمتين متعمدًا، بطلت صلاته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تكلم أحدكم في الصلاة متعمدًا فقد خرج من الصلاة» [أبو داود والنسائي].

2. الضحك: إذا ضحك المصلي في صلاته قهقهة، بطلت صلاته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ضحك أحدكم في الصلاة،

أضف تعليق