التسامح والعفو اقوال الامام علي عن التسامح

No images found for التسامح والعفو اقوال الامام علي عن التسامح

المقدمة:

التسامح والعفو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، فهي تعكس مدى رقيه أخلاقيًا وانفتاحه على الآخرين وقبولهم كما هم، بغض النظر عن اختلافاتهم معه.

والتسامح ليس مجرد تجاهل الأخطاء التي يرتكبها الآخرون، بل هو عملية معقدة تتطلب منا أن نفهم لماذا أخطأ الشخص بحقنا، وأن نتعاطف معه، وأن نسامحه في النهاية حتى نتمكن من المضي قدمًا في حياتنا.

1. التسامح فضيلة أخلاقية عظيمة:

– التسامح فضيلة أخلاقية عظيمة يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، فهو من صفات الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: “وإِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” (سورة البقرة: الآية 173).

– التسامح من شيم الأنبياء والرسل، فقد قال نبي الله يوسف عليه السلام لأخوته الذين ألقوه في البئر: “لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين” (سورة يوسف: الآية 92).

– التسامح من صفات المؤمنين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان” (رواه مسلم).

2. التسامح يعكس مدى رقيك الأخلاقي:

– التسامح يعكس مدى رقيك الأخلاقي وانفتاحك على الآخرين وقبولهم كما هم، بغض النظر عن اختلافاتهم معك، فإنك عندما تسامح شخصًا ما، فإنك بذلك تثبت أنك إنسان واعٍ ومتسامح، وأنك أكبر من أن تحمل ضغائن أو كراهية تجاه الآخرين.

– التسامح يجعلك أكثر سعادة ورضا عن نفسك، فعندما تسامح شخصًا ما، فإنك بذلك تتخلص من المشاعر السلبية التي كانت تعكر صفو حياتك، مثل الغضب والكراهية والضغينة، وتستبدلها بمشاعر إيجابية مثل الحب والسلام والرضا.

– التسامح يساعدك على المضي قدمًا في حياتك، فعندما تسامح شخصًا ما، فإنك بذلك تفتح صفحة جديدة في حياتك، وتتخلص من عبء الماضي الذي كان يثقلك، وتبدأ حياة جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل.

3. التسامح ليس مجرد تجاهل الأخطاء:

– التسامح ليس مجرد تجاهل الأخطاء التي يرتكبها الآخرون، بل هو عملية معقدة تتطلب منا أن نفهم لماذا أخطأ الشخص بحقنا، وأن نتعاطف معه، وأن نسامحه في النهاية حتى نتمكن من المضي قدمًا في حياتنا.

– التسامح لا يعني أن نسمح للآخرين باستغلالنا أو الإساءة إلينا باستمرار، بل يعني أن نضع حدودًا واضحة لتصرفاتهم، وأن ندافع عن حقوقنا بطريقة حازمة ولكن دون كراهية أو ضغينة.

– التسامح لا يعني أن ننسى الأخطاء التي ارتكبها الآخرون بحقنا، بل يعني أن نتذكرها من أجل أن نتعلم منها، وأن نتفادى الوقوع فيها مرة أخرى، ولكن دون أن نحمل ضغائن أو كراهية تجاه الآخرين.

4. كيف تسامح من أساء إليك؟

– إذا أردت أن تسامح شخصًا أساء إليك، فعليك أولاً أن تفهم لماذا أخطأ بحقك، فربما كان يمر بظروف صعبة أو ربما كان يعاني من مشاكل نفسية أو ربما كان يتصرف تحت تأثير الغضب أو الانفعال.

– بعد أن تفهم سبب الخطأ الذي ارتكبه الشخص بحقك، حاول أن تتعاطف معه، وتضع نفسك مكانه، وتفكر في كيف كنت ستتصرف إذا كنت مكانه.

– بعد أن تتعاطف مع الشخص الذي أخطأ بحقك، حاول أن تسامحه، فالتسامح لا يعني أنك توافق على ما فعله، بل يعني أنك تتحرر من المشاعر السلبية التي كانت تعكر صفو حياتك، وأنك مستعد للمضي قدمًا في حياتك.

5. التسامح في الإسلام:

– التسامح من أهم القيم التي دعا إليها الإسلام، فقد حثنا الله سبحانه وتعالى على التسامح في كثير من آيات القرآن الكريم، قال تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ وَصْلَاهَا خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا إِنَّهُ كَانَ لَا يَرْجُو أَنْ يَحْسَبَ وَدَسَّ فِي الْتِّرَابِ الرَّدْفَ إِنَّنَا نُعَذِّبُهُ عَذَابًا أَلِيمًا وَنُعِدُّ لَهُ جَهَنَّمَ سَاءَتْ مُرْتَفَقًا” (سورة المدثر: الآيات 17-26).

– كما حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التسامح، فقد قال: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان” (رواه مسلم).

– وقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التسامح، فقد سامح أعداءه الذين آذوه وأسروا أهله، ودعاهم إلى الإسلام، فأسلموا على يديه.

6. التسامح في المسيحية:

– التسامح من أهم القيم التي دعا إليها المسيح عليه السلام، فقد قال: “أحبوا أعداءكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطاردونكم” (متى 5: 44).

– كما قال: “لا تدينوا أحدًا، لكي لا تُدانوا. لأنكم بالدينونة التي تدينون بها تُدانون، وبالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم” (متى 7: 1-2).

– وقد ضرب المسيح عليه السلام أروع الأمثلة في التسامح، فقد سامح الذين صلبوه، وقال: “يا أبتاه، اغفر لهم. لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” (لوقا 23: 34).

7. التسامح في اليهودية:

– التسامح من أهم القيم التي دعا إليها الدين اليهودي، فقد قال موسى عليه السلام: “لا تنتقم ولا تحقد على أبناء شعبك، بل أحب قريبك كنفسك. أنا الرب” (لاويين 19: 18).

– كما قال: “إذا قابل عدوك جائعًا فأطعمه، وإذا كان عطشانًا فأ سقيه، لأنك بفعل هذا تجمع جمرًا على رأسه” (أمثال 25: 21-22).

– وقد ضرب اليهود أروع الأمثلة في التسامح، فقد سامحوا أعداءهم الذين دمروا هيكلهم وطردوهم من وطنهم، وعادوا إلى بناء هيكلهم من جديد.

الخاتمة:

التسامح فضيلة أخلاقية عظيمة يجب على كل إنسان أن يتحلى بها، فهو يعكس مدى رقيك الأخلاقي وانفتاحك على الآخرين وقبولهم كما هم، بغض النظر عن اختلافاتهم معك، كما أن التسامح يجعلك أكثر سعادة ورضا عن نفسك، ويساعدك على المضي قدمًا في حياتك.

أضف تعليق