التفت سلم علينا: تحية من أعماق التاريخ العربي
المقدمة:
التفت سلم علينا تحية عربية قديمة تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وما زالت تستخدم حتى يومنا هذا في بعض المناطق العربية، وهي تعبر عن الترحيب والسلام والاحترام، وفي هذا المقال سوف نتناول تاريخ هذه التحية، ومعناها، واستخداماتها، وما يرتبط بها من عادات وتقاليد.
1. تاريخ التحية:
• يعود تاريخ تحية “التفت سلم علينا” إلى العصور الجاهلية، حيث كانت القبائل العربية تتبادل هذه التحية عند لقاء بعضها البعض، أو عند استقبال الضيوف، وكانت هذه التحية تعبيراً عن الترحيب والسلام والاحترام المتبادل بين القبائل.
• بعد ظهور الإسلام، استمرت تحية “التفت سلم علينا” في الوجود، ولكنها أصبحت أكثر عمومية، ولم تعد مقتصرة على القبائل العربية فقط، بل أصبحت تحية يتبادلها جميع المسلمين، بغض النظر عن قبيلتهم أو انتمائهم العرقي أو الاجتماعي.
• انتشرت تحية “التفت سلم علينا” في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية والإسلامية.
2. معنى التحية:
• تعني تحية “التفت سلم علينا” “التحول نحونا بسلام”، وهي إشارة إلى استقبال الضيف أو الزائر بترحاب وسلام، والتأكيد على أنه آمن ومحمي بيننا، وأننا نرحب بقدومه.
• ترتبط تحية “التفت سلم علينا” أيضًا بعبارة “السلام عليكم”، وهي التحية الإسلامية المعروفة، والتي تعني “السلام معكم”، وهذه العبارة هي دعاء وطلب من الله أن يمنح السلام والشعور بالأمان للشخص الذي يتم توجيه التحية إليه.
3. استخدامات التحية:
• تستخدم تحية “التفت سلم علينا” عند لقاء شخص لأول مرة، أو عند استقبال ضيف أو زائر، أو عند توديع شخص، وهي تعبر عن الترحيب والسلام والاحترام المتبادل بين الطرفين.
• تستخدم تحية “التفت سلم علينا” أيضًا في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات، مثل حفلات الزفاف وحفلات التخرج ولقاءات العائلة والأصدقاء، وهي تعبر عن الفرح والسرور بمشاركة هذه المناسبات مع الآخرين.
• تستخدم تحية “التفت سلم علينا” أيضًا في المجالس الرسمية والاجتماعات، وهي تعبر عن الاحترام والاعتراف بمكانة الشخص الذي يتم توجيه التحية إليه.
4. عادات وتقاليد مرتبطة بالتحية:
• عادة ما يصاحب تحية “التفت سلم علينا” مصافحة اليدين، وهي عادة عربية قديمة تعبر عن الصداقة والاحترام المتبادل بين الطرفين، وقد انتشرت هذه العادة في جميع أنحاء العالم الإسلامي والعالم الغربي أيضًا.
• عادة ما يتبع تحية “التفت سلم علينا” تبادل عبارات الترحيب الأخرى، مثل “أهلاً وسهلاً” و”مرحباً بك” و”حياك الله”، وهي عبارات تعبر عن الترحيب الحار بالضيف أو الزائر.
• عادة ما يتبع تحية “التفت سلم علينا” تقديم الضيافة للضيف أو الزائر، مثل القهوة أو الشاي أو الماء أو الحلويات، وهي عادة عربية قديمة تعبر عن كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
5. التحية في الأدب العربي:
• وردت تحية “التفت سلم علينا” في العديد من القصائد العربية القديمة، حيث استخدمها الشعراء للتعبير عن الترحيب والسلام والاحترام، ومن أشهر القصائد التي وردت فيها هذه التحية قصيدة “لامية العرب” للشاعر طرفة بن العبد، والتي يقول فيها:
التفت سلم علينا وحيانا *** حياك الهجان إذ نحن ركبنا
• كما وردت تحية “التفت سلم علينا” في العديد من الروايات والقصص العربية، حيث استخدمها الكتاب للتعبير عن الترحيب والسلام والاحترام بين الشخصيات، ومن أشهر الروايات التي وردت فيها هذه التحية رواية “ألف ليلة وليلة”، والتي تروي حكايات عن المغامرات والأسفار والرحلات، والتي تتضمن العديد من مشاهد الترحيب والسلام والاحترام بين الشخصيات، والتي تتخللها تحية “التفت سلم علينا”.
6. التحية في الفنون العربية:
• ظهرت تحية “التفت سلم علينا” في العديد من الأعمال الفنية العربية، مثل اللوحات والمنحوتات والرسومات، حيث استخدمها الفنانون للتعبير عن الترحيب والسلام والاحترام بين الناس، ومن أشهر الأعمال الفنية التي ظهرت فيها هذه التحية لوحة “التفت سلم علينا” للفنان المصري محمود سعيد، والتي تصور مشهدًا لقاء بين شخصين يتبادلان التحية بترحاب وسلام.
7. التحية في الموسيقى العربية:
• ظهرت تحية “التفت سلم علينا” في العديد من الأغاني العربية، حيث استخدمها المغنون للتعبير عن الترحيب والسلام والاحترام، ومن أشهر الأغاني التي ظهرت فيها هذه التحية أغنية “التفت سلم علينا” للمغني المصري محمد عبد الوهاب، والتي يقول فيها:
التفت سلم علينا *** وحيانا من بعيد
يا مرحباً يا مرحباً *** أهلاً وسهلاً بكم
الخاتمة:
تحية “التفت سلم علينا” هي تحية عربية قديمة تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وما زالت تستخدم حتى يومنا هذا في بعض المناطق العربية، وهي تعبر عن الترحيب والسلام والاحترام، وقد انتشرت هذه التحية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية والإسلامية.