**المقدمة:**
التواضع والتكبر صفتان متضادتان تنعكسان على شخصية الفرد بشكل كبير، فالتواضع يُعد من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، فهو يدل على رقي أخلاقه ونبل صفاته، أما التكبر فهو صفة مذمومة تدل على الغرور والتعالي على الآخرين، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن التواضع والتكبر بالتفصيل.
**أولاً: مفهوم التواضع والتكبر:**
1. مفهوم التواضع:
– التواضع هو الاعتراف بقدراتك وحدودك دون التقليل من شأنك أو من شأن الآخرين.
– هو عدم التباهي بما لديك من صفات أو إنجازات، بل الاعتراف بأن ما لديك هو منحة من الله عز وجل.
– المتواضع هو الذي يعترف بأخطائه ولا يتردد في الاعتذار عنها.
2. مفهوم التكبر:
– التكبر هو الاعتقاد بأنك أفضل من الآخرين، وأنك تستحق معاملة خاصة.
– المتكبر هو الذي يرى نفسه فوق الجميع، ولا يحترم آراء الآخرين.
– المتكبر هو الذي يفتخر بما لديه من صفات أو إنجازات، ويحاول دائمًا إظهار تفوقه على الآخرين.
**ثانيًا: صفات المتواضع والمتكبر:**
1. صفات المتواضع:
– يتحدث المتواضع بهدوء ولطف، ولا يرفع صوته على الآخرين.
– المتواضع يستمع إلى الآخرين باهتمام، ويحترم آراءهم.
– المتواضع لا يتباهى بما لديه من صفات أو إنجازات، بل يحاول دائمًا إخفاءها.
2. صفات المتكبر:
– يتحدث المتكبر بصوت عالٍ، ويحاول دائمًا لفت انتباه الآخرين إليه.
– المتكبر لا يهتم بما يقوله الآخرون، ولا يحترم آراءهم.
– المتكبر يتباهى دائمًا بما لديه من صفات أو إنجازات، ويحاول دائمًا إظهار تفوقه على الآخرين.
**ثالثًا: أسباب التواضع والتكبر:**
1. أسباب التواضع:
– التربية الصالحة: تُعد التربية الصالحة من أهم أسباب التواضع، فالطفل الذي ينشأ في بيئة متواضعة يكتسب هذه الصفة بشكل تلقائي.
– العلم والمعرفة: يُعد العلم والمعرفة من أهم أسباب التواضع أيضًا، فكلما زاد علم الإنسان كلما زاد تواضعه.
– الإيمان بالله تعالى: يُعد الإيمان بالله تعالى من أهم أسباب التواضع أيضًا، فالمؤمن الحقيقي يعلم أن الله تعالى هو وحده المتكبر الجبار، وأن الإنسان لا يملك شيئًا من نفسه.
2. أسباب التكبر:
– الجهل: يُعد الجهل من أهم أسباب التكبر، فالجاهل لا يعرف قدر نفسه ولا قدر الآخرين، لذلك فهو يتكبر عليهم.
– التربية السيئة: تُعد التربية السيئة من أهم أسباب التكبر أيضًا، فالطفل الذي ينشأ في بيئة متكبرة يكتسب هذه الصفة بشكل تلقائي.
– حب الذات: يُعد حب الذات من أهم أسباب التكبر أيضًا، فالإنسان الذي يحب نفسه بشكل مفرط يميل إلى التكبر على الآخرين.
**رابعًا: آثار التواضع والتكبر على الفرد والمجتمع:**
1. آثار التواضع على الفرد والمجتمع:
– يحظى المتواضع بحب واحترام الآخرين، ويُنظر إليه على أنه شخص رزين ومحترم.
– المتواضع يكون أكثر سعادة ورضا عن نفسه، لأنه لا يقارن نفسه بالآخرين.
– المتواضع يكون أكثر نجاحًا في حياته، لأنه يتعلم من أخطائه ولا يتردد في الاعتذار عنها.
– المتواضع يكون أكثر تعاونًا مع الآخرين، لأنه لا يرى نفسه فوقهم.
2. آثار التكبر على الفرد والمجتمع:
– يتعرض المتكبر للكراهية والازدراء من الآخرين، ولا يُنظر إليه على أنه شخص محترم.
– المتكبر يكون دائمًا غير سعيد وغير راضٍ عن نفسه، لأنه يقارن نفسه بالآخرين دائمًا.
– المتكبر يكون أقل نجاحًا في حياته، لأنه لا يتعلم من أخطائه ولا يتردد في الاعتذار عنها.
– المتكبر يكون أقل تعاونًا مع الآخرين، لأنه يرى نفسه فوقهم.
**خامسًا: كيفية التخلص من التكبر واكتساب التواضع:**
1. الاعتراف بالتكبر: الخطوة الأولى للتخلص من التكبر هي الاعتراف به، فعندما تعترف بأنك متكبر يمكنك البدء في العمل على تغيير هذه الصفة.
2. التواضع مع الآخرين: حاول أن تكون متواضعًا مع الآخرين، واستمع إلى آرائهم باهتمام.
3. تجنب التباهي: لا تتباهى بما لديك من صفات أو إنجازات، بل حاول دائمًا إخفاءها.
4. تعلم من أخطائك: لا تتردد في الاعتراف بأخطائك والاعتذار عنها، وهذا سيساعدك على التخلص من التكبر واكتساب التواضع.
**سادسًا: نماذج من المتواضعين والمتكبرين في التاريخ:**
1. نماذج من المتواضعين في التاريخ:
– الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس تواضعًا، فقد كان يستمع إلى آراء أصحابه باهتمام، ولا يتردد في الاعتذار عن أخطائه.
– أبو بكر الصديق: كان أبو بكر الصديق من أكثر الناس تواضعًا أيضًا، فقد كان دائمًا يضع مصلحة الجماعة فوق مصلحته الشخصية.
– عمر بن الخطاب: كان عمر بن الخطاب من أكثر الناس تواضعًا أيضًا، فقد كان دائمًا يستشير أصحابه في الأمور المهمة، ولا يتردد في الاعتذار عن أخطائه.
2. نماذج من المتكبرين في التاريخ:
– فرعون: كان فرعون من أكثر الناس تكبرًا، فقد ادعى أنه إله، وأنه فوق الجميع.
– نمرود: كان نمرود من أكثر الناس تكبرًا أيضًا، فقد ادعى أنه قادر على خلق الحياة وإماتتها.
– قارون: كان قارون من أكثر الناس تكبرًا أيضًا، فقد كان يفتخر بما لديه من مال وثراء، ويتكبر على الفقراء والمساكين.
**سابعًا: الخاتمة:**
في الختام، فإن التواضع من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، فهو يعكس رقي أخلاقه ونبل صفاته، أما التكبر فهو صفة مذمومة تدل على الغرور والتعالي على الآخرين، لذلك يجب علينا أن نتجنب التكبر ونسعى جاهدين لاكتساب التواضع.