الثناء على الله في الدعاء pdf

الثناء على الله في الدعاء

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الثناء على الله عز وجل في الدعاء من الأمور العظيمة التي يجب على المسلم مراعاتها، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على الثناء عليه في الدعاء، فقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205]، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، ومن المعلوم أن الثناء على الله عز وجل من أعظم أسباب الإجابة للدعاء.

أولاً: فضل الثناء على الله في الدعاء:

1. أن الله تعالى يحب من يثني عليه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، ففي هذه الآية الكريمة وعد الله تعالى بالإجابة لمن دعاه، وهذا الوعد إنما يكون لمن أثنى على الله تعالى في دعائه.

2. أن الله تعالى يباهي ملائكته بعباده الذين يثنون عليه، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يباهي ملائكته بالعبد المؤمن يقول: انظروا إلى عبدي هذا، يصلي لي ويصوم لي ويتصدق لي”، وفي رواية لمسلم: “يقول الله تعالى: انظروا إلى عبدي هذا، يقول: الله أكبر الله أكبر، فيقول الله: سمع عبدي وأطاع، يقول: سبحان ربي العظيم سبحان ربي الأعلى، فيقول الله: سمع عبدي وأطاع، يقول: الحمد لله رب العالمين، فيقول الله: سمع عبدي وأطاع، يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فيقول الله: سمع عبدي وأطاع، ثم يقول: سل تعطه، وادع فأجبك”.

3. أن الثناء على الله تعالى في الدعاء سبب لزيادة الإيمان وقوة اليقين، قال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205]، ففي هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى عباده بذكره في كل وقت وحين، وصلاة الغدو والآصال هي أوقات الإجابة للدعاء، فمن أثنى على الله تعالى في هذه الأوقات زاد إيمانه وقوي يقينه، لأن الثناء على الله تعالى يذكر العبد بنعم الله عليه فيزداد حبه لله تعالى ويزداد إيمانه به.

ثانيًا: كيفية الثناء على الله في الدعاء:

1. أن يبدأ العبد دعاءه بالثناء على الله تعالى، فيقول مثلاً: “الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين”، أو يقول: “سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك”.

2. أن يثني العبد على الله تعالى خلال دعائه، فيقول مثلاً: “اللهم إنك أنت الغني ونحن الفقراء، اللهم إنك أنت القوي ونحن الضعفاء، اللهم إنك أنت المعطي ونحن السائلين”، أو يقول: “اللهم إنك أنت الكريم وأنا البخيل، اللهم إنك أنت الستار وأنا العاصي، اللهم إنك أنت الرحيم وأنا الظالم”.

3. أن يختم العبد دعاءه بالثناء على الله تعالى، فيقول مثلاً: “الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين”، أو يقول: “سبحانك الله وبحمدك، لا إله إلا أنت”.

ثالثًا: آداب الثناء على الله في الدعاء:

1. أن يكون الثناء على الله تعالى صادراً من قلب العبد ولسانه، لا من مجرد لسانه فقط.

2. أن يكون الثناء على الله تعالى متناسباً مع صفات الله تعالى العظيمة، فلا يثني العبد على الله تعالى بما لا يليق به.

3. أن يكون الثناء على الله تعالى خالصاً لله تعالى وحده، لا يريده العبد لوجه أحد سوى الله تعالى.

رابعًا: شروط الثناء على الله في الدعاء:

1. أن يكون الثناء على الله تعالى صادقاً، فلا يثني العبد على الله تعالى بما لا يعرفه عنه.

2. أن يكون الثناء على الله تعالى كاملاً، فلا يقتصر العبد على الثناء على صفة واحدة من صفات الله تعالى، بل يثني عليه بجميع صفاته العظيمة.

3. أن يكون الثناء على الله تعالى مجملاً، فلا يفصل العبد في الثناء على صفات الله تعالى، بل يكتفي بذكرها مجملة.

خامسًا: أوقات الثناء على الله في الدعاء:

1. في أوقات الصلاة، قال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر: 55].

2. في أوقات العبادات الأخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *