بداية الدعاء الثناء على الله

بداية الدعاء الثناء على الله

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الثناء على الله -تعالى- هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو مفتاح الدعاء، فمن بدأ دعاءه بالثناء على الله، كان أقرب إلى الإجابة، وأرجى للقبول.

الحكمة في بدء الدعاء بالثناء على الله

هناك العديد من الحكم التي تدعو إلى بدء الدعاء بالثناء على الله، منها:

التعظيم لله -تعالى- وتنزيهه عن كل نقص وعيب، والتأكيد على أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له.

الاعتراف بنعم الله -تعالى- علينا، والتعبير عن شكرنا له عليها، وهذا من شأنه أن يلين قلب العبد ويجعله أكثر خضوعًا لله.

إظهار التذلل والافتقار إلى الله -تعالى-، وهذا من شأنه أن يزيد من خشوع العبد في دعائه، ويجعله أكثر تضرعًا ورجاءً في إجابة دعائه.

مراتب الثناء على الله

ينقسم الثناء على الله -تعالى- إلى ثلاثة مراتب:

المرتبة الأولى: وهي الثناء على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وهذا أعلى مراتب الثناء، وهو من خصائص الله -تعالى- وحده، ولا يجوز لأحد أن يثني على نفسه أو على غيره بهذه الأسماء والصفات.

المرتبة الثانية: وهي الثناء على الله -تعالى- بنعمه الظاهرة والباطنة، وهذا من مراتب الثناء العالية، وقد حثنا الله -تعالى- على الإكثار من الثناء عليه بهذه النعم، فقال: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”.

المرتبة الثالثة: وهي الثناء على الله -تعالى- بأفعاله الحسنة، وهذا من مراتب الثناء المتوسطة، وهو يشمل الثناء على الله بإنعامه على عباده، وبإحسانه إليهم، وبعفوه عنهم، وبمغفرته لهم.

أمثلة على الثناء على الله

هناك العديد من الأمثلة على الثناء على الله -تعالى-، منها:

الثناء على الله بأسمائه الحسنى، مثل: “الله، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر”.

الثناء على الله بصفاته العلى، مثل: “الحكيم، العليم، القدير، السميع، البصير”.

الثناء على الله بنعمه الظاهرة والباطنة، مثل: “الحمد لله الذي خلقنا فسوانا، وجعلنا من المسلمين، ورزقنا من الطيبات، وجعل لنا بيوتًا نأوي إليها، وملابس نستتر بها، وأزواجًا وذرية”.

الثناء على الله بأفعاله الحسنة، مثل: “الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الذي آوانا إلى هذا البلد الآمن، ورزقنا من الطيبات، ووقانا عذاب السموم”.

آثار الثناء على الله

للثناء على الله -تعالى- العديد من الآثار الإيجابية على العبد، منها:

يلين قلب العبد ويجعله أكثر خضوعًا لله.

يزيد من خشوع العبد في دعائه، ويجعله أكثر تضرعًا ورجاءً في إجابة دعائه.

يزيد من محبة العبد لله، ويقربه منه.

يزيد من شكر العبد لله على نعمه.

يكفر عن سيئات العبد ويزيد في حسناته.

كيفية الثناء على الله

هناك عدة أمور يجب على العبد مراعاتها عند الثناء على الله -تعالى-، منها:

أن يكون الثناء صادقًا من القلب، لا مجرد ألفاظ تقال باللسان.

أن يكون الثناء خالصًا لله -تعالى- وحده لا شريك له.

أن يكون الثناء شاملاً لجميع أسماء الله وصفاته ونعمه وأفعاله.

أن يكون الثناء بالطريقة التي شرعها الله -تعالى-، وهي بالدعاء والثناء على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.

خاتمة

إن الثناء على الله -تعالى- هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو مفتاح الدعاء، فمن بدأ دعاءه بالثناء على الله، كان أقرب إلى الإجابة، وأرجى للقبول. وقد بينا في هذا المقال حكمة بدء الدعاء بالثناء على الله، ومراتب الثناء على الله، وأمثلة على الثناء على الله، وآثار الثناء على الله، وكيفية الثناء على الله. نسأل الله -تعالى- أن يوفقنا إلى الثناء عليه كما ينبغي له سبحانه وتعالى، وأن يتقبل منا دعاءنا إنه سميع مجيب.

أضف تعليق