المقدمة:
الإسلام دين الحرية والعدالة والمساواة، وهو دين التسامح والمودة والرحمة، وقد جاء الإسلام ليحرر الإنسان من عبودية العباد إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وليخرج الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم والهداية، وليكرم الإنسان ويعلي من شأنه، وليجعله خليفة في الأرض يسعى في عمارتها وإصلاحها.
1. الحرية الدينية:
الإسلام دين التسامح الديني، وهو يدعو إلى احترام جميع الديانات والمعتقدات، ويحظر اضطهاد أو إكراه أي شخص على تغيير دينه أو معتقده، قال تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} [البقرة: 256].
وقد عاش المسلمون وغير المسلمين في سلام ووئام في ظل الدولة الإسلامية لقرون عديدة، وكان المسلمون يحترمون عقائد غير المسلمين ويحمون دور عبادتهم ومقدساتهم، وكان غير المسلمين يتمتعون بحرية ممارسة شعائر دينهم وإقامة شعائرهم الدينية بحرية كاملة.
2. الحرية السياسية:
الإسلام دين الديمقراطية والشورى، وهو يدعو إلى حكم الشعب لنفسه من خلال ممثلين منتخبين، قال تعالى: {وأمرهم شورى بينهم} [الشورى: 38].
وقد مارس المسلمون نظام الشورى في الحكم منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكان الخلفاء الراشدون من بعده يتشاورون مع الصحابة في جميع الأمور المهمة، وكانوا يأخذون برأيهم ويحترمون رأيهم.
3. الحرية الاقتصادية:
الإسلام دين العدالة الاقتصادية، وهو يحث على العمل والكسب الحلال، ويحرم الربا والاحتكار والتلاعب بالأسعار، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون} [البقرة: 278].
وقد أقام الإسلام نظاماً اقتصادياً عادلاً يحقق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، ويضمن لكل فرد حياة كريمة، وقد حث الإسلام على الصدقات والزكاة لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
4. الحرية الاجتماعية:
الإسلام دين المساواة الاجتماعية، وهو يحرم التمييز بين الناس على أساس الجنس أو اللون أو العرق أو الأصل الاجتماعي، قال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً} [النساء: 1].
وقد عاش المسلمون في ظل الدولة الإسلامية في سلام ووئام، وكانوا يتعاملون مع بعضهم البعض بأخوة ومودة، وكانوا يتعاونون فيما بينهم على الخير والبر.
5. الحرية الفكرية:
الإسلام دين العلم والمعرفة، وهو يحث على طلب العلم والتفكير والتأمل، قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9].
وقد شجع الإسلام المسلمين على البحث والتفكير في الكون والحياة، وكان المسلمون من أوائل من أسسوا الجامعات والمكتبات والمراصد الفلكية، وكانوا من رواد العلم والفلسفة والطب.
6. الحرية الإعلامية:
الإسلام دين التعبير عن الرأي، وهو يحث على قول الحق ولو كان مراً، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً} [الأحزاب: 70].
وقد سمح الإسلام للمسلمين بالتعبير عن آرائهم بحرية، وكان الصحابة من بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ينتقدون الخلفاء ويحاسبونهم على أفعالهم، وكان الخلفاء يستمعون إلى نصائحهم ويحترمون آرائهم.
7. الحرية الشخصية:
الإسلام دين الحرية الشخصية، وهو يحترم خصوصية الأفراد ويحمي حقوقهم، قال تعالى: {لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} [النور: 27].
وقد كفل الإسلام للمسلمين حريتهم الشخصية، وكانوا يتمتعون بحرية التنقل والسفر والعمل، وكانوا أحراراً في اختيار أزواجهم وأصدقائهم، وكانوا يحترمون خصوصية بعضهم البعض.
الخاتمة:
الإسلام دين الحرية والعدالة والمساواة، وهو دين التسامح والمودة والرحمة، وهو دين العلم والمعرفة، وهو دين التعبير عن الرأي، وهو دين الحرية الشخصية، وهو دين يكفل للمسلمين جميع حقوقهم ويحمي حرياتهم، وهو دين يدعو إلى العدل والسلام والتآخي بين جميع الناس.