الدفوع في جريمة السب والقذف عن طريق التليفون

الدفوع في جريمة السب والقذف عن طريق التليفون

الدفوع في جريمة السب والقذف عن طريق التليفون

مقدمة:

تعتبر جريمة السب والقذف من الجرائم التي يعاقب عليها القانون في كثير من البلدان، بما في ذلك البلدان العربية. وتُعرَّف جريمة السب بأنها توجيه ألفاظ أو عبارات مهينة أو بذيئة لشخص ما، في حين تُعرَّف جريمة القذف بأنها توجيه اتهامات كاذبة لشخص ما من شأنها أن تضر بسمعته أو شرفه. وقد أصبحت هذه الجرائم أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة، والتي سهلت على الناس نشر المعلومات والاتهامات بسرعة كبيرة.

الدفع بعدم توافر القصد الجنائي:

يعد القصد الجنائي أحد الأركان الأساسية لجريمة السب والقذف، ويقصد به معرفة الجاني وإرادته بارتكاب الجريمة. وفي حالة جريمة السب والقذف عن طريق التليفون، قد يدفع الجاني بعدم توافر القصد الجنائي لديه، وذلك إذا كان قد أجرى المكالمة الهاتفية دون أن يقصد إهانة أو قذف المجني عليه. وقد يكون ذلك بسبب خطأ في الرقم أو سوء فهم أو أي سبب آخر يثبت أن الجاني لم يكن لديه نية إجرامية.

الدفع بانتفاء رابطة السببية:

تُعد رابطة السببية أحد الأركان الأساسية لجريمة السب والقذف، ويقصد بها العلاقة بين الفعل الإجرامي والنتيجة الإجرامية. وفي حالة جريمة السب والقذف عن طريق التليفون، قد يدفع الجاني بانتفاء رابطة السببية بين مكالمته الهاتفية والضرر الذي لحق بالمجني عليه. وقد يكون ذلك بسبب أن المجني عليه لم يتلق المكالمة الهاتفية أو لم يفهمها أو لم يتأثر بها بأي شكل من الأشكال.

الدفع بتقادم الدعوى الجنائية:

تنص قوانين العديد من البلدان على مدة زمنية محددة لتقديم الدعوى الجنائية في جريمة السب والقذف، والتي تسمى بمدة التقادم. وفي حالة جريمة السب والقذف عن طريق التليفون، قد يدفع الجاني بتقادم الدعوى الجنائية إذا تم تقديمها بعد انقضاء هذه المدة. وقد تختلف مدة التقادم من بلد إلى آخر، ولكنها عادةً ما تكون سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات.

الدفع بحق المجني عليه في إسقاط الدعوى:

في بعض البلدان، يتمتع المجني عليه في جريمة السب والقذف بحق إسقاط الدعوى الجنائية، وذلك إذا تنازل عن حقه في المطالبة بالتعويض أو إذا قبل اعتذار الجاني. وفي حالة جريمة السب والقذف عن طريق التليفون، قد يدفع الجاني بحق المجني عليه في إسقاط الدعوى الجنائية إذا تم التنازل عن الحق في المطالبة بالتعويض أو قبول الاعتذار.

الدفع بكذب أقوال المجني عليه:

قد يدفع الجاني في جريمة السب والقذف عن طريق التليفون بكذب أقوال المجني عليه، وذلك إذا كان المجني عليه قد أدلى بأقوال كاذبة أو متناقضة أو غير دقيقة. وقد يكون ذلك بسبب أن المجني عليه يحاول الإيقاع بالجاني أو تشويه سمعته أو لأي سبب آخر. وفي هذه الحالة، فإن على الجاني تقديم أدلة تثبت كذب أقوال المجني عليه.

الدفع ببطلان إجراءات التحقيق:

قد يدفع الجاني في جريمة السب والقذف عن طريق التليفون ببطلان إجراءات التحقيق، وذلك إذا كانت هذه الإجراءات قد شابها أي عيب أو مخالفة للقانون. وقد يكون ذلك بسبب أن المحقق لم يتبع الإجراءات القانونية المنصوص عليها أو أنه انتهك حقوق الجاني أو لأي سبب آخر. وفي هذه الحالة، فإن على الجاني تقديم أدلة تثبت بطلان إجراءات التحقيق.

الدفع بعدم كفاية الأدلة:

قد يدفع الجاني في جريمة السب والقذف عن طريق التليفون بعدم كفاية الأدلة لإدانته، وذلك إذا كانت الأدلة المقدمة ضده غير كافية لإثبات ارتكابه للجريمة. وقد يكون ذلك بسبب أن الأدلة متناقضة أو غير دقيقة أو غير كافية لإثبات القصد الجنائي أو أي ركن آخر من أركان الجريمة. وفي هذه الحالة، فإن على الجاني تقديم أدلة تثبت عدم كفاية الأدلة لإدانته.

خاتمة:

تعتبر الدفوع التي يمكن أن يقدمها الجاني في جريمة السب والقذف عن طريق التليفون من الأمور الهامة التي يجب على المحكمة النظر فيها عند الفصل في الدعوى الجنائية. وقد تؤدي هذه الدفوع إلى إسقاط الدعوى الجنائية أو إدانة الجاني أو تخفيف عقوبته.

أضف تعليق