الصورة الفنية في شعر البحتري pdf

الصورة الفنية في شعر البحتري pdf

الصورة الفنية في شعر البحتري

مقدمة

يعتبر البحتري من أشهر شعراء العصر العباسي، وقد اشتهر شعره بالصور الفنية الرائعة، والتي استخدمها للتعبير عن أفكاره ومشاعره بطريقة حية ومؤثرة.

1. الصورة التشبيهية

استخدم البحتري الصورة التشبيهية بكثرة في شعره، وهي تقوم على مقارنة شيئين مختلفين ببعضهما البعض باستخدام أدوات التشبيه مثل “مثل”، “كأن”، “شبه”، “ضرب”.

– شبه البحتري الشاعر بالشمس في قوله: “وأشرف كالأنجم من كل وجهةٍ وأجرى كالريح وأختال كالغصن”.

– شبه البحتري المحبوب بالورد في قوله: “وعارض ورد فوق خدٍّ ناضرٍ ووجنتا ورد على وجنتيه”.

– شبه البحتري الزمن باللص في قوله: “وكلّ ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول”.

2. الصورة الاستعارية

استخدم البحتري الصورة الاستعارية في شعره، والتي تقوم على إعطاء شيء صفات شيء آخر، وذلك من أجل إضفاء المزيد من الحيوية والجمال على المعنى.

– استعار البحتري صورة الأسد للممدوح في قوله: “أسد أغرّ له نابٌ ومخلبٌ في كلّ يوم بنابيه وأظفاره”.

– استعار البحتري صورة البحر للجيش في قوله: “فالبحر يعلو وأمواجهُ تضطربُ والقومُ يلقون فيه الدلوَ والصخرة”.

– استعار البحتري صورة السيف للعزيمة في قوله: “وسيف العزيمة ماضٍ لا ينبو ولو لامس الصخر لاقى له ثلما”.

3. الصورة الكنائية

استخدم البحتري الصورة الكنائية في شعره، وهي تقوم على التعبير عن المعنى بطريقة غير مباشرة من خلال ذكر شيء آخر يدل عليه.

– كنى البحتري عن الشيب بكلمة “الهرم” في قوله: “لله أيام لي قد ولت وانقضت في شيبٍ راقَ علىً يوما بلا قدم”.

– كنى البحتري عن الموت بكلمة “الرحيل” في قوله: “متى كنتَ مرتحلاً عنا فإنا إلى حرمةٍ غيرك لا نرتحل”.

– كنى البحتري عن النساء بكلمة “الغيد” في قوله: “وما سلو الغيد اللاتي تركتُهُنَّ على رسوم الديار إلا محال”.

4. الصورة المجازية المرسلة

استخدم البحتري الصورة المجازية المرسلة في شعره، وهي تقوم على حذف أحد أركان التشبيه، مما يجعل المعنى أقوى وأكثر تأثيراً.

– حذف البحتري المشبه به في قوله: “كأن اللياليَ لم تخلق سوى سهرٍ ولم يبقَ من هَجْرِ ليلى غيرُ مُهجتي”.

– حذف البحتري أداة التشبيه في قوله: “وهي ضروبٌ على الأيام باقيةٌ كنوم الغافلين في نومهم سُكراً”.

– حذف البحتري المشبه في قوله: “أصيلاً كأن الشمس أدنت مغيبها عليها وحَكّت أطرافها الجَنَبات”.

5. الصورة الحسية

استخدم البحتري الصورة الحسية في شعره، والتي تقوم على الإيحاء بصفة من الصفات عن طريق إثارة أحد الحواس.

– أثار البحتري حاسة البصر في قوله: “ألا إنما البدرُ ليلةَ تمه كجذوة نارٍ لجاريةٍ تُوقَدُ”.

– أثار البحتري حاسة السمع في قوله: “أيا حاديَ العيسِ اعجل بالرحيل بنا مُنى النفس قربُ الدارِ ما نطلبُ”.

– أثار البحتري حاسة الشم في قوله: “وخالط ريحَ المسكِ مسكٌ تُضوعُهُ وأنضرُ نَوْر بالرُّبا أهتزَّ وازدهر”.

6. الصورة الخيالية

استخدم البحتري الصورة الخيالية في شعره، وهي تقوم على خلق عالم خيالي غير واقعي من أجل التعبير عن أفكاره ومشاعره.

– تخيّل البحتري لقاءً مع حبيبته في الجنة في قوله: “ولو نلتقي يوماً على الماء والثرى لقالت لنا الدنيا فُزتُم برغبتي”.

– تخيّل البحتري نفسه طائراً في السماء في قوله: “فأُشرفُ منها حيثُ شئتُ كأنما أطيرُ على جنحٍ من الجو طائرة”.

– تخيّل البحتري نفسه ملكاً يحكم العالم في قوله: “ولي هممٌ هم مثل النجوم بها أُفوقُ منازلَ الملوك فأحكُمُ”.

7. الصورة الرمزية

استخدم البحتري الصورة الرمزية في شعره، وهي تقوم على استخدام شيء مادي ليدل على شيء معنوي.

– رمز البحتري بالورد إلى المحبوب في قوله: “وأهدى إلى ورداً فقلتُ له أهلاً وسهلاً لقد جاء الأحبُّ إلينا”.

– رمز البحتري بالليل إلى الكآبة والحزن في قوله: “لياليّ طالتْ في تفرُّقنا وما زال حُزن النفسِ ينمو مع الظُلم”.

– رمز البحتري بالشمس إلى الحقيقة والعدل في قوله: “وإن جلوة الشمس التي تُسفرُ السُّدى تدل على أن العَدلَ أورثه العَدُل”.

خاتمة

لقد كان البحتري من الشعراء المبدعين الذين استخدموا الصورة الفنية في شعرهم بأشكال مختلفة، وقد نجح في استخدام الصور الفنية بطريقة حية ومؤثرة، مما جعل شعره يتميز بالجمال والقوة والتأثير.

أضف تعليق