الكفارات في الحج

الكفارات في الحج

المقدمة:

الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة على كل مسلم بالغ عاقل مستطيع، وقد شرع الحج ليكون مناسبة لتطهير النفس ولتقوية أواصر الأخوة الإسلامية، وللتعرف على معالم الإسلام وتاريخه، وللوقوف على عظمة الله تعالى، إلا أنه قد يحدث بسبب الظروف المختلفة أن يرتكب الحاج بعض المخالفات في أثناء الحج، وقد تسبب الظروف أحيانا أن يُخفق الحاج في القيام ببعض واجبات الحج، فيترتب على ذلك وجوب الكفارة، والكفارة يجب القيام بها والبر بها كما نصت الآيات والأحاديث.

أنواع الكفارات

1. كفارة الإحصار:

– إذا أحصر الحاج عن إتمام حجه بسبب مرض أو خوف أو غير ذلك، فعليه أن يذبح هدياً ويوزعه على الفقراء والمساكين في مكة المكرمة.

– يجب أن يكون الهدي سليماً وخالياً من العيوب، وأن يكون من الأنعام الثلاثة (الإبل والبقر والغنم).

– إذا لم يتمكن الحاج من ذبح الهدي بنفسه، فيمكنه أن يوكل من يذبحه عنه.

2. كفارة الجماع في الحج:

– إذا جامع الحاج زوجته أو أحد محارمه في أثناء الحج، فعليه أن يذبح شاه أو بقرة أو ناقة ويوزعها على الفقراء في مكة، ويستغفر الله تعالى ويتوب إليه.

– يجب أن يكون الهدي سليماً وخالياً من العيوب.

– إذا لم يتمكن الحاج من ذبح الهدي بنفسه، فيمكنه أن يوكل من يذبحه عنه.

3. كفارة الظهار:

– الظهار هو أن يحرم الرجل زوجته عليه، كأن يقول لها (أنت علي كظهر أمي) أو ما شابه ذلك، وعقوبة الظهار هي تحرير رقبة، فإذا لم يجد الحاج من يعتقه، فعليه أن يصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام 60 مسكيناً.

4. كفارة الإفطار في رمضان:

– إذا أفطر الحاج في نهار رمضان أثناء الحج لغير عذر، فعليه قضاء هذا اليوم ثم إطعام مسكين عن كل يوم فاته.

– إذا أفطر الحاج لعذر مثل المرض أو السفر، فعليه قضاء هذا اليوم فقط، ولا يجب عليه إطعام المساكين.

– إذا أفطر الحاج عمداً من دون عذر، فعليه التوبة إلى الله وقضاء هذا اليوم وكفارة عن كل يوم فاته.

5. كفارة الصيد في الحرم:

– إذا اصطاد الحاج حيواناً في الحرم المكي، فعليه إطعام مساكين مكة المكرمة عنه، أو صيام ثلاثة أيام متتالية، أو ذبح شاة وتوزيعها على الفقراء.

– يختلف مقدار الكفارة باختلاف نوع الحيوان الذي اصطاده الحاج.

– يجب على الحاج التوبة إلى الله تعالى واستغفاره على ما فعله.

6. كفارة الإحرام بعد الميقات:

– الإحرام هو النية الدينية التي يلفظها المسلم قبل الدخول إلى مكة المكرمة، وإذا أحرم الحاج قبل الوصول الميقات، فيبطل إحرامه، وعليه التكفير عن ذلك بذبح شاة أو بقرة أو ناقة، وتوزيعها على الفقراء في مكة.

– يجب أن يكون الهدي سليماً وخالياً من العيوب.

– إذا لم يتمكن الحاج من ذبح الهدي بنفسه، فيمكنه أن يوكل من يذبحه عنه.

7. كفارة الحلق أو التقليم قبل التحلل:

– إذا حلق الحاج شعره أو قلمه قبل التحلل، وكان ذلك عمداً، فعليه التكفير عن ذلك بذبح شاة، أو صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، ويمكنه أن يفعل أي من هذه الأمور الثلاثة.

– إذا كان الحلاقة أو التقليم غير عمدي، فإن الحاج لا يلزمه كفارة.

– يجب على الحاج التوبة إلى الله تعالى واستغفاره على ما فعله.

الخلاصة:

وفي الختام، إن الكفارات في الحج هي واجبة على كل مسلم ارتكب مخالفة في أثناء الحج، وهي تختلف باختلاف نوع المخالفة، وهي واجبة على الحاج دفعها والتخلص منها، والكفارات هي جزء من الشعائر الإسلامية التي يجب على المسلم الالتزام بها، والتي شرعها الله تعالى لكي يعفو عن الذنوب ويرحم عباده، ويجب على الحاج أن يتعلم أنواع الكفارات التي تجب عليه في حالة ارتكاب أي مخالفة أو إخلال بأي واجب، وأن يسارع في أدائها لكي يتمم حجه على أكمل وجه.

أضف تعليق