اللهم أعنا على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن من أعظم ما يجب على المسلم أن يسعى إليه هو حسن عباد الله تعالى، وذكره وشكره، فإن هذه هي الغاية من خلق الإنسان، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
1. فضل ذكر الله تعالى:
ذكر الله تعالى من أفضل العبادات وأحبها إليه، وقد وردت في فضله أحاديث كثيرة، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
كما قال تعالى في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.
2. فوائد ذكر الله تعالى:
ذكر الله تعالى له فوائد كثيرة تعود على المسلم في الدنيا والآخرة، منها:
– طرد الشيطان: فإن الشيطان يفر من المسلم عندما يذكره الله تعالى، كما قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
– راحة القلب: فإن ذكر الله تعالى يطمئن القلب ويسكنه، قال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
– استجابة الدعاء: فإن ذكر الله تعالى من أسباب استجابة الدعاء، قال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}.
3. آداب ذكر الله تعالى:
هناك آداب يجب على المسلم مراعاتها عند ذكر الله تعالى، منها:
– الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون ذكر الله تعالى خالصًا لله تعالى وحده، لا شريك له، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}.
– الخشوع والوقار: يجب أن يكون ذكر الله تعالى بخشوع ووقار، قال تعالى: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.
– الدوام والاستمرار: يجب أن يكون ذكر الله تعالى دائمًا ومستمرًا، قال تعالى: {وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.
4. شكره تعالى:
يشمل شكره تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، والحمد لله على جميع حالاته، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.
كما يجب التعبير عن الشكر لله في القول والعمل، فيقال: الحمد لله، والشكر لله، ونحو ذلك، ويعمل بالطاعات ويجتنب المعاصي، قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}.
5. صور الشكر لله تعالى:
1- الإقرار باللسان: ويقول الحمد لله، والشكر لله، ونحو ذلك، ويذكر نعمه وآلاءه بالإقرار والاعتراف.
2- الشكر بالقلب: ويعني أن يشعر العبد بنعمة الله وفضله عليه، ويحبه ويُحبه، ويذكر نعمائه بينه وبين نفسه.
3- الشكر بالجوارح: ويعني أن يطيع الله سبحانه وتعالى، ويجتنب معصيته، ويعمل بالطاعات والقربات.
6. حسن عبادته تعالى:
يجب أن يؤدي العبادات على الوجه الذي أمر الله به، ظاهره وباطنه، من دون زيادة أو نقصان، وفي الوقت الذي حدده الله، قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}.
يجب أن يؤديها بإخلاص لله تعالى يُخلص النية لله وحده، ويبتعد عن الرياء والسمعة، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}.
7. ثمار حسن العبادة:
1- رضا الله تعالى: أعظم ثمار حسن العبادة هو رضا الله تعالى عن العبد، قال تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.
2- دخول الجنة: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
3- نيل الثواب العظيم: قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُجْزِيهِمْ أَجْرَهُمْ}.
الخاتمة:
وبهذا نكون قد بينّا فضل ذكر الله تعالى وشكره وحسن عبادته، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لذكره وشكره وحسن عبادته.