اللهم أعني على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك

اللهم أعني على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

المقدمة:

إن الله سبحانه وتعالى هو الخالق والرازق والمدبر لهذا الكون الفسيح، وهو المستحق وحده للعبادة والطاعة، وقد أمرنا الله تعالى بذكره وشكره والإحسان في عبادته، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].

ولقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين بالجزاء العظيم في الدنيا والآخرة لمن يذكره ويشكره ويحسن عبادته، فقال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]، وقال تعالى: {وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172]، وقال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].

أولاً: فضل ذكر الله تعالى:

1. ذكر الله تعالى يطرد الشيطان ويقربه منا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت” [البخاري].

2. ذكر الله تعالى يمحو الخطايا وينور القلب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة” [البخاري].

3. ذكر الله تعالى يثقل الميزان يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وصلة الرحم صدقة” [مسلم].

ثانيًا: فضل شكر الله تعالى:

1. شكر الله تعالى من أهم العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله” [أحمد].

2. شكر الله تعالى يزيد في نعم الله علينا، قال الله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].

3. شكر الله تعالى من علامات الإيمان بالله تعالى، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191].

ثالثًا: فضل الإحسان في عبادته تعالى:

1. الإحسان في عبادته تعالى من أعلى درجات العبادة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” [البخاري].

2. الإحسان في عبادته تعالى يوجب رضا الله تعالى وثوابه العظيم، قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].

3. الإحسان في عبادته تعالى يجعل العبد من المقربين إلى الله تعالى، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96].

رابعًا: أسباب ذكر الله تعالى:

1. معرفة الله تعالى والإيمان به، قال الله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [العنكبوت: 45].

2. محبة الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الأعمال إلى الله الإيمان به، ثم الجهاد في سبيله، ثم حج مبرور، ثم صلة الرحم” [البخاري].

3. الخوف من الله تعالى، قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205].

خامسًا: أسباب شكر الله تعالى:

1. معرفة نعم الله تعالى علينا، قال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18].

2. الإحسان إلى من أحسن إلينا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه” [أبو داود].

3. الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، قال الله تعالى: {وَرِضُوا بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 59].

سادسًا: أسباب الإحسان في عبادته تعالى:

1. معرفة الله تعالى وإجلاله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه الله، فإذا أحبه كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سأله لأعطاه ولئن استعاذه لأعاذه” [البخاري].

2. اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أراد أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليصل هذه الصلوات الخمس حيث ينادي بهن، فإن الله تعالى فرضهن، ومن تطوع فيهن بحسنة فله حسنة مضاعفة مثلها” [مسلم].

3. المداومة على ذكر الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *