اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، اللهم اجعل هذا العيد عيد أمن وأمان وسلام، اللهم رد كيد الأعداء في نحورهم، اللهم احفظ بلادنا وأهلنا وأولادنا من كل مكروه، اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين.
1. فضل الأمن والإيمان:
الأمن والإيمان من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمُ الدَّرَجَةُ الْعُلْيَا عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ” (التوبة: 20)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من مات على الإيمان والأمان دخل الجنة” (رواه الترمذي).
2. أسباب الأمن والإيمان:
الأمن والإيمان نعمة من الله تعالى، ولكنهما يحتاجان إلى جهد من العبد للحفاظ عليهما، ومن أسباب الأمن والإيمان:
الإيمان بالله تعالى وتوحيده.
اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الدعاء إلى الله تعالى بأن يحفظ علينا الأمن والإيمان.
السعي في إصلاح ذات البين والصلح بين المتخاصمين.
نشر المحبة والتسامح بين الناس.
3. ثمار الأمن والإيمان:
للأمن والإيمان ثمار كثيرة في الدنيا والآخرة، ومن هذه الثمار:
الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية.
البركة في الرزق والعمر والصحة.
النصر والتمكين على الأعداء.
دخول الجنة والنجاة من النار.
4. الأمن والإيمان في القرآن الكريم والسنة النبوية:
ورد ذكر الأمن والإيمان في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواضع كثيرة، ومن ذلك قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ” (الفتح: 4)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة من كن فيه وجد طعم الإيمان: من أحب الله ورسوله أكثر من حبهما لأحدهما، ومن أحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار” (رواه أحمد).
5. الأمن والإيمان في التاريخ الإسلامي:
لقد كان الأمن والإيمان من أهم أسباب انتصار المسلمين في الفتوحات الإسلامية، فقد كان المسلمون يعيشون في أمن واستقرار في ظل حكم الخلافة الإسلامية، وكانوا يتمتعون بالحرية الدينية والعدالة الاجتماعية، وكانوا يمتازون بالقوة والشجاعة والتضحية في سبيل الله تعالى، وقد شهد لهم أعداؤهم بالقوة والشجاعة والشراسة في القتال.
6. الأمن والإيمان في العصر الحديث:
في العصر الحديث، نرى أن الأمن والإيمان قد تراجعا بشكل كبير في العالم، بسبب انتشار الحروب والصراعات والنزاعات الطائفية والعرقية، وبسبب انتشار الفقر والجهل والتخلف، وبسبب انتشار الإلحاد والفساد والانحلال الأخلاقي، وهذا ما أدى إلى انتشار العنف والجريمة والإرهاب، وإلى انتشار الخوف والقلق وعدم الاستقرار.
7. الأمن والإيمان في المستقبل:
نحن بحاجة إلى العمل على إحياء الأمن والإيمان في العالم، من خلال نشر السلام والتسامح والمحبة بين الناس، ومن خلال الدعوة إلى الله تعالى بالتوحيد والإيمان، ومن خلال السعي في إصلاح ذات البين والصلح بين المتخاصمين، ومن خلال نشر العلم والمعرفة والوعي بين الناس، ومن خلال محاربة الفقر والجهل والتخلف، ومن خلال محاربة الإلحاد والفساد والانحلال الأخلاقي، ومن خلال العمل على إقامة العدل والمساواة والحرية في العالم.
الخاتمة:
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، اللهم اجعل هذا العيد عيد أمن وأمان وسلام، اللهم رد كيد الأعداء في نحورهم، اللهم احفظ بلادنا وأهلنا وأولادنا من كل مكروه، اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين.