اللهم إني أسألك
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن من أعظم أنواع العبادة الدعاء إلى الله -تعالى- والتوجه إليه وحده بالسؤال، فهو القادر على كل شيء، والمجيب لكل من دعاه، ولهذا كان الدعاء من أفضل العبادات وأحبها إلى الله -عز وجل-، وقد حثنا الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء والابتهال إلى الله -عز وجل-، ووعدنا بالإجابة، فقال الله -تعالى-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاء هو العبادة”.
فضل الدعاء
– الدعاء عبادة من أعظم العبادات، وقد حثنا الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء والابتهال إلى الله -عز وجل-، ووعدنا بالإجابة.
– الدعاء سبب لنزول الرحمة والمغفرة من الله -تعالى-، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاء هو العبادة، وما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.
– الدعاء سبب لدفع البلاء والشر، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فادعوا الله وألحوا عليه، فإن الله يحب الملحين”.
آداب الدعاء
– الإخلاص لله -تعالى- في الدعاء، بحيث يكون القلب موجهًا إلى الله وحده، ولا يشرك به أحدًا.
– حضور القلب والخشوع عند الدعاء، بحيث يكون العبد متيقنًا من أن الله -تعالى- يسمع دعاءه ويجيب عليه.
– إلحاح العبد في الدعاء وعدم اليأس، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يزال العبد في صلاة ما لم يدع، فإذا دعا فقد انقطع عنه الصلاة”.
– رفع اليدين عند الدعاء، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يرفع يديه عند الدعاء.
– الدعاء بصوت خفيض، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يجهر أحدكم في دعائه ولا يرفع صوته فوق صوت إمامه”.
– الدعاء بما شرعه الله -تعالى-، وعدم الدعاء بما نهى عنه، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يدع أحدكم على نفسه، ولا يدع على ولده، ولا يدع على ماله، ولا يدع على أهله، لا يدري لعل الله يبعث هنيهة فيجيب دعوته”.
– الدعاء بالخير والصلاح، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم إنك خير المعطين، فامنن علي بجودك وكرمك”.
– عدم الاستعجال في الإجابة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يستجاب العبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، وما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله، وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت فلم يستجب لي”.
– الدعاء في الأوقات المباركة، مثل: يوم الجمعة، وليلة القدر، وعند نزول المطر، وبعد الأذان، وبين الأذان والإقامة.
– الدعاء في السجود، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء في السجود”.
أنواع الدعاء
– الدعاء بالعبادة، مثل: الدعاء بالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والعمرة.
– الدعاء بالرزق، مثل: الدعاء بالمال، والولد، والصحة.
– الدعاء بالهداية والصلاح، مثل: الدعاء بالثبات على الدين، والإخلاص لله -تعالى-، والبعد عن المعاصي.
– الدعاء بالنصر على الأعداء، مثل: الدعاء بالنصر للمسلمين في الحروب والمعارك.
– الدعاء بالرحمة والمغفرة، مثل: الدعاء بالرحمة للمؤمنين والمؤمنات، والدعاء بالمغفرة للذنوب والخطايا.
– الدعاء بالشفاء والعافية، مثل: الدعاء بالشفاء للمرضى، والدعاء بالعافية لجميع الناس.
– الدعاء بتيسير الأمور، مثل: الدعاء بتيسير الزواج، وتيسير الولادة، وتيسير الأمور المعيشية.
موانع استجابة الدعاء
– عدم الإخلاص لله -تعالى- في الدعاء، وإشراك غيره معه.
– الدعاء بما حرم الله -تعالى-، أو بما نهى عنه.
– الدعاء بقطيعة الرحم، أو الدعاء على النفس أو على الأهل أو المال.
– الاستعجال في الإجابة، وعدم الصبر على قضاء الله -تعالى-.
– وجود الموانع التي تحول بين العبد وبين ربه، مثل: الذنوب والمعاصي، والغفلة عن ذكر الله -تعالى-.
– عدم الدعاء بالخير والصلاح، والدعاء بما فيه شر أو ض