اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك
مقدمة
إن الاستعاذة بالله من سخطه هي من أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يقوم بها، لأن سخط الله هو أكبر ما يُمكن أن يصيب العبد في الدنيا والآخرة، أما رضا الله فهو الغاية المنشودة التي يسعى إليها كل مسلم، وهو من أعظم النعم التي يمكن أن ينعم بها العبد، فاللهم إني أعوذ برضاك من سخطك.
1. سخط الله تعالى
سخط الله تعالى هو غضبه على العباد بسبب مخالفتهم لأوامره ونواهيه، وهو من أشد العقوبات التي يُمكن أن يُنزلها الله على عباده، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن سخط الله تعالى على العباد الكافرين والظالمين والمفسدين في الأرض، ومن هذه الآيات:
– قوله تعالى: “إِنَّ اَللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا” (سورة النساء: 116)
– قوله تعالى: “وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا” (سورة النساء: 136)
– قوله تعالى: “وَإِنَّ رَبَّكَ لَغَفُورٌ ذُو رَحْمَةٍ لَّكِنَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (سورة الأنعام: 147)
2. أسباب سخط الله تعالى
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى سخط الله تعالى على العباد، ومن أهم هذه الأسباب:
– الشرك بالله تعالى، وهو أعظم الذنوب على الإطلاق، ويُبطل جميع الأعمال الصالحة، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحذر من الشرك بالله تعالى، ومن هذه الآيات:
– قوله تعالى: “إِنَّ اَللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا” (سورة النساء: 116)
– قوله تعالى: “قُل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدْتُّمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَّا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ” (سورة الكافرون: 1-6)
– عدم الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر، وهذا من أعظم الكبائر التي تُغضب الله تعالى، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحذر من عدم الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر، ومن هذه الآيات:
– قوله تعالى: “وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا” (سورة النساء: 136)
– قوله تعالى: “وإِنَّ رَبَّكَ لَغَفُورٌ ذُو رَحْمَةٍ لَّكِنَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (سورة الأنعام: 147)
– معصية الله تعالى، وهي مخالفة أوامر الله تعالى ونواهيه، وكل معصية تُعد سخطًا من الله تعالى، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحذر من معصية الله تعالى، ومن هذه الآيات:
– قوله تعالى: “وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا” (سورة الأحزاب: 36)
– قوله تعالى: “فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” (سورة طه: 123-124)
3. أثار سخط الله تعالى
سخط الله تعالى على العباد له العديد من الآثار السلبية، ومن أهم هذه الآثار:
– حرمان العباد من رحمة الله تعالى، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين أن سخط الله تعالى على العباد يؤدي إلى حرمانهم من رحمته تعالى، ومن هذه الآيات:
– قوله تعالى: “وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ” (سورة المائدة: 72)
– قوله تعالى: “وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا” (سورة النساء: 119)
– إهانة العباد وإذلالهم، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين أن سخط الله تعالى على العباد يؤدي إلى إهانتهم وإذلالهم، ومن هذه الآيات:
– قوله تعالى: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا” (سورة الإسراء: 16)
– قوله تعالى: “وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرَانًا” (سورة الطلاق: 8)
– عذاب العباد في الدنيا والآخرة، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين أن سخط الله تعالى على العباد يؤدي إلى عذابهم في الدنيا والآخرة، ومن هذه الآيات:
– قوله تعالى: “وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا آثِمًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَذْلَّهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (سورة الأحقاف: