اللهم ابعد عنا الحاسدين

اللهم ابعد عنا الحاسدين

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

الحسد من الصفات السيئة المذمومة، وهو تمني زوال نعمة الغير، وقد حذرنا الله تعالى من الحسد وجعله من الكبائر، ومن أعظم الذنوب التي وردت فيها نصوص كثيرة، لما له من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، فهو داء عضال يفتك بصاحبه ويجعله يعيش في حزن وضيق وغضب، ويؤثر على صحته ونفسيته، وقد يؤدي به إلى ارتكاب المعاصي والآثام.

1. الحسد في القرآن الكريم

ذكر الله تعالى الحسد في القرآن الكريم في مواضع عديدة، منها قوله تعالى في سورة الفلق: (ومن شر حاسد إذا حسد). وقوله تعالى في سورة النجم: (فيها آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً والله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين). وقوله تعالى في سورة الحجر: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى).

2. الحسد في السنة النبوية

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً). وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).

3. آثار الحسد السلبية على الفرد

للغسد آثار سلبية عديدة على الفرد منها:

– الشعور بالحزن والضيق والغضب: يتسبب الحسد في الشعور الدائم بالحزن والضيق والغضب، وذلك لأن الحاسد يتمنى زوال نعمة الغير، وهذا يجعله يعيش في حالة من التوتر والقلق الدائم.

– التأثير على الصحة النفسية والجسدية: يؤثر الحسد على الصحة النفسية والجسدية، وذلك لأن الحاسد يعيش في حالة من التوتر والقلق الدائم، وهذا يؤثر على صحته ونفسيته، وقد يؤدي به إلى الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية.

– ارتكاب المعاصي والآثام: قد يؤدي الحسد إلى ارتكاب المعاصي والآثام، وذلك لأن الحاسد قد يحاول إيذاء من يحسده والتخلص منه، وقد يؤدي به ذلك إلى ارتكاب المعاصي والآثام.

4. آثار الحسد السلبية على المجتمع

للغسد آثار سلبية عديدة على المجتمع منها:

– انتشار الكراهية والعداوة: يتسبب الحسد في انتشار الكراهية والعداوة بين أفراد المجتمع، وذلك لأن الحاسد يتمنى زوال نعمة الغير، وهذا يجعله يعيش في حالة من التوتر والقلق الدائم، مما يؤدي إلى انتشار الكراهية والعداوة بين أفراد المجتمع.

– تدمير العلاقات الاجتماعية: يؤدي الحسد إلى تدمير العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وذلك لأن الحاسد يحاول إيذاء من يحسده والتخلص منه، وهذا يؤدي إلى تدمير العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

– انعدام الأمن والثقة: يؤدي الحسد إلى انعدام الأمن والثقة بين أفراد المجتمع، وذلك لأن الحاسد يحاول إيذاء من يحسده والتخلص منه، وهذا يؤدي إلى انعدام الأمن والثقة بين أفراد المجتمع.

5. طرق الوقاية من الحسد

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من الحسد منها:

– اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء: يجب على المسلم اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والالتجاء إليه لحفظه من الحسد، وذلك بقراءة المعوذتين والإخلاص والاستعاذة بالله من شر الحاسدين.

– التحصن بالأذكار: يجب على المسلم التحصن بالأذكار، وذلك بقراءة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وأذكار دخول الخلاء وأذكار الخروج منه، وغيرها من الأذكار التي وردت في السنة النبوية.

– الابتعاد عن معاشرة الحاسدين: يجب على المسلم الابتعاد عن معاشرة الحاسدين، وذلك لأن معاشرة الحاسدين قد تؤدي إلى الإصابة بالحسد، لذلك يجب على المسلم أن يبتعد عن معاشرة الحاسدين وأن يحذر من كلامهم.

6. علاج الحسد

إذا أصيب المسلم بالحسد، فعليه أن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والالتجاء إليه لحفظه من الحسد، كما عليه أن يتحصن بالأذكار، وأن يبتعد عن معاشرة الحاسدين، بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها علاج الحسد منها:

– قراءة سورة الفلق وسورة النصر: يجب على المسلم قراءة سورة الفلق وسورة النصر ثلاث مرات، وذلك بعد كل صلاة، فهذه السور من أعظم السور التي وردت في علاج الحسد.

– قراءة آية الكرسي: يجب على المسلم قراءة آية الكرسي قبل النوم، وذلك لأن آية الكرسي من أقوى الآيات التي وردت في علاج الحسد.

– قراءة المعوذتين: يجب على المسلم قراءة المعوذتين ثلاث مرات، وذلك بعد كل صلاة، فهذه المعوذات من أعظم المعوذات التي وردت في علاج الحسد.

الخاتمة

الحسد من الصفات السيئة المذمومة، وهو تمني زوال نعمة الغير، وقد حذرنا الله تعالى من الحسد وجعله من الكبائر، ومن أعظم الذنوب التي وردت فيها نصوص كثيرة، لما له من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، لذلك يجب على المسلم أن يتقي الله تعالى ويبتعد عن الحسد، وأن يتحصن بالأذكار والابتعاد عن معاشرة الحاسدين، وأن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والالتجاء إليه لحفظه من الحسد.

أضف تعليق