اللهم ابعد عنا عيون الحاسدين

العنوان: اللهم ابعد عنا عيون الحاسدين

المقدمة:

الحسد من أخطر الأمراض التي تصيب النفوس، وهو داء عضال يفتك بصاحبه ويجعله يعيش في تعاسة وشقاء. وقد حذرنا الله تعالى من الحسد وجعله من الذنوب الكبيرة، فقال سبحانه وتعالى: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) (القلم:51-52).

أولاً: مفهوم الحسد:

يعرف الحسد بأنه تمني زوال النعمة عن الغير، أو تمني أن يكون الحاسد مثله في هذه النعمة. وقد يكون الحسد على المال أو الجمال أو العلم أو السلطة أو أي نعمة أخرى. والحسد من الأمراض القلبية التي تصيب الإنسان، وهو من أخطر الأمراض التي تصيب النفوس، لأنه يجعل الإنسان دائم الشعور بالحزن والإحباط والغيرة من الآخرين.

ثانياً: أسباب الحسد:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الحسد، منها:

• حب الذات: حب الذات المفرط يجعل الإنسان يرى نفسه متفوقاً على الآخرين، وهذا الشعور يدفعه إلى الحسد على من هم أفضل منه.

• الشعور بالنقص: الشعور بالنقص يجعل الإنسان يشعر بالحسد على من هم أفضل منه، لأنه يرى أنهم يمتلكون ما ينقصه.

• حب الدنيا: حب الدنيا والتعلق بها يجعل الإنسان يحسد من يمتلكون أكثر منه، لأنه يرى أنهم أكثر سعادة منه.

ثالثاً: آثار الحسد:

الحسد له آثار سلبية على كل من الحاسد والمحسود، ومن هذه الآثار:

• على الحاسد: يسبب الحسد للحاسد العديد من المشاكل النفسية، مثل الحزن والإحباط والقلق والتوتر والاكتئاب. كما أنه يجعل الحاسد دائم الشعور بالغيرة من الآخرين، وهذا الشعور يجعله يشعر بالتعاسة والشقاء.

• على المحسود: الحسد قد يسبب للمحسود العديد من المشاكل، مثل فقدان النعمة التي يحسد عليها، أو الإصابة بالأمراض، أو التعرض للحوادث. كما أن الحسد قد يسبب للمحسود الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب.

رابعاً: علاج الحسد:

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها علاج الحسد، ومن هذه الطرق:

• الإيمان بالله تعالى: الإيمان بالله تعالى يجعل الإنسان يدرك أن كل شيء بيد الله، وأن الله هو الذي يهب النعم ويمنعها. وهذا الإدراك يجعل الإنسان لا يحسد الآخرين، لأنه يعلم أن ما عندهم هو من عند الله، وأن الله هو الذي أعطاهم هذه النعم.

• الدعاء: الدعاء من أقوى الأسلحة التي يمكن من خلالها علاج الحسد. فالدعاء إلى الله تعالى يجعل الإنسان يطلب منه أن يحفظه من الحسد وأن يبعد عنه عيون الحاسدين.

• الصدقة: الصدقة من الأعمال التي تحمي الإنسان من الحسد. فالصدقة تطهر النفس وتجعلها نقية من الحقد والغل والحسد.

خامساً: الوقاية من الحسد:

هناك العديد من الأمور التي يمكن من خلالها الوقاية من الحسد، ومن هذه الأمور:

• قراءة القرآن الكريم: قراءة القرآن الكريم تحمي الإنسان من الحسد، لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهو كلام مبارك فيه شفاء للأبدان والنفوس.

• ذكر الله تعالى: ذكر الله تعالى يحمي الإنسان من الحسد، لأن ذكر الله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالقرب من الله، وهذا الشعور يجعله يشعر بالأمان والطمأنينة.

• التحصين بالأذكار: التحصين بالأذكار يحمي الإنسان من الحسد، لأن الأذكار هي كلمات مباركة لها قوة عظيمة في حماية الإنسان من الشرور.

سادساً: قصص عن الحسد:

هناك العديد من القصص التي تحكي عن الحسد، ومن هذه القصص:

• قصة سيدنا يوسف عليه السلام: سيدنا يوسف عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين تعرضوا للحسد من إخوته، حيث حسده إخوته على مكانته عند أبيه وعلى جماله، فألقوه في البئر وأرادوا قتله.

• قصة سيدنا أيوب عليه السلام: سيدنا أيوب عليه السلام هو أحد الأنبياء الذين تعرضوا للحسد من الشيطان، حيث حسده الشيطان على صبره وعلى تقواه، فأرسل عليه العديد من البلاءات.

سابعاً: الخاتمة:

الحسد من أخطر الأمراض التي تصيب النفوس، وهو داء عضال يفتك بصاحبه ويجعله يعيش في تعاسة وشقاء. وقد حذرنا الله تعالى من الحسد وجعله من الذنوب الكبيرة. لذا، علينا أن نتجنب الحسد ونعالج أنفسنا منه إذا أصبنا به. كما علينا أن ندعو الله تعالى أن يحفظنا من الحسد وأن يبعد عنا عيون الحاسدين.