اللهم اجعلني اخشاك كأني اراك

اللهم اجعلني اخشاك كأني اراك

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

اللهم اجعلني اخشاك كأنني اراك، عبارة عظيمة ومعبرة تحوي الكثير من المعاني العميقة والدعوات الخاشعة، فخشية الله جل وعلا من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي رأس الحكمة وأساس العبادة، وهي التي تدوم مع العبد وتبقى معه في القبر وبعد الموت، وهي التي تنفع العبد يوم القيامة، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على أهمية خشية الله تعالى وكيفية تحقيق هذه الخشية في حياتنا.

أولاً: فضل خشية الله:

1- إن خشية الله تعالى من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهي التي تجعل العبد محبوباً عند الله تعالى، يقال في الحديث القدسي “إن الله حبب إلى ثلاثة: المتقون، والذاكرون، والداعون”، والمتقون هم الذين يخشون الله تعالى ويطيعون أمره ويجتنبون نهيه.

2- إن خشية الله تعالى سبب للفوز بالجنة والنجاة من النار، قال الله تعالى: “وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع لودوا لو يفتدون بما في الأرض جميعاً ولهم أمثاله معه خوفاً من الله”، فخشية الله تعالى هي التي تنقذ العبد من عذاب الله تعالى في الآخرة.

3- إن خشية الله تعالى سبب لسعادة العبد في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: “فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى”، فالخشية من الله سبب لسعادة العبد في الدنيا والآخرة.

ثانياً: أسباب خشية الله:

1- معرفة الله تعالى: إن معرفة الله تعالى ومعرفة صفاته وأسمائه من أهم أسباب خشية الله، فكلما عرف العبد ربه كلما خشي منه أكثر، قال الله تعالى: “فبادروا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”، فالمتقون هم الذين عرفوا الله تعالى وخافوه وأطاعوا أمره.

2- تذكر الموت والدار الآخرة: إن تذكر الموت والدار الآخرة من أهم أسباب خشية الله، فكلما تذكر العبد أنه سوف يموت وأن الله تعالى سوف يحاسبه على أعماله كلما خشى الله أكثر، قال الله تعالى: “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”، فالقلب السليم هو الذي خشى الله تعالى وأطاع أمره.

3- محاسبة النفس ومراقبة الأعمال: إن محاسبة النفس ومراقبة الأعمال من أهم أسباب خشية الله، فكلما حاسب العبد نفسه على أعماله كلما عرف تقصيره وذنوبه كلما خشى الله أكثر، قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”، فاتقوا الله تعالى وحاسبوا أنفسكم قبل أن يحاسبكم الله تعالى.

ثالثاً: علامات خشية الله:

1- الخوف من الله تعالى: إن الخوف من الله تعالى من أهم علامات خشية الله، فالعبد الذي يخشى الله تعالى يخاف من معصيته ويخاف من عقابه ويخاف من سخطه، قال الله تعالى: “ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين”، فالفارون إلى الله تعالى هم الذين خشوه وخافوه.

2- الإخلاص في العبادة: إن الإخلاص في العبادة من أهم علامات خشية الله، فالعبد الذي يخشى الله تعالى يخلص له في عبادته ويطيع أمره ويجتنب نهيه، قال الله تعالى: “وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتاكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين”، فالإقرار والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم من علامات خشية الله تعالى.

3- اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه: إن اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه من أهم علامات خشية الله، فالعبد الذي يخشى الله تعالى يتبع أوامره ويجتنب نواهيه خوفاً منه وطمعاً في رضاه، قال الله تعالى: “وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع”، فالظالمون الذين لا يخشون الله تعالى ويخالفون أوامره ويفرطون في نواهيه لا يجدون لهم شفيعاً يوم القيامة.

رابعاً: كيفية تحقيق خشية الله:

1- العلم والمعرفة: العبد الذي يريد أن يحقق خشية الله تعالى في قلبه يجب عليه أن يبدأ بالتعلم ومعرفة الله تعالى وصفاته وأسمائه، فعندما يعرف العبد ربه كلما خشي منه أكثر، قال الله تعالى: “هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب”، فالراسخون في العلم هم الذين عرفوا الله تعالى وخافوه وأطاعوا أمره.

2- الذكر والدعاء: العبد الذي يريد أن يحقق خشية الله تعالى في قلبه يجب عليه أن يكثر من ذكر الله تعالى والدعاء له، فالذكر والدعاء من أهم أسباب خشية الله تعالى، قال الله تعالى: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، فذكر الله تعالى يطمئن القلب ويخيف من الله تعالى.

3- محاسبة النفس ومراقبة الأعمال: العبد الذي يريد أن يحقق خشية الله تعالى في قلبه يجب عليه أن يكثر من محاسبة نفسه ومراقبة أعماله، فمحاسبة النفس ومراقبة الأعمال من أهم أسباب خشية الله تعالى، قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”، فاتقوا الله تعالى وحاسبوا أنفسكم قبل أن يحاسبكم الله تعالى.

خامساً: فوائد خشية الله:

1- النجاة من عذاب الله تعالى: إن خشية الله تعالى سبب للنجاة من عذاب الله تعالى في الآخرة، قال الله تعالى: “وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع لودوا لو يفتدون بما في الأرض جميعاً ولهم أمثاله معه خوفاً من الله”، فخشية الله تعالى هي التي تنقذ العبد من عذاب الله تعالى في الآخرة.

2- الفوز بالجنة والنعيم المقيم: إن خشية الله تعالى سبب للفوز بالجنة والنعيم المقيم، قال الله تعالى: “وأعد للمتقين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أعده الله للمتقين”، فالمتقون الذين خشوا الله تعالى وأطاعوا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *