خطبة عن خشية الله بالغيب

خطبة عن خشية الله بالغيب

الخطبة: خشية الله بالغيب

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن من أعظم العبادات وأجلها خشية الله بالغيب، وخوف المؤمن من الله تعالى في السر والعلن، في الخلوة وفي العلانية، وذلك من أجل مقامات الإيمان وأرفعها، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على خشية الله ومراقبته في كل حين، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].

أولاً: مفهوم خشية الله:

خشية الله هي الخوف من الله تعالى ومراقبته في السر والعلن، والحياء منه في كل الأحوال، وذلك خشية منه سبحانه وتعالى أن يعصى أو يغضب، ويصاحب ذلك الخوف الرجاء في رحمة الله تعالى ومغفرته، والعمل على طاعته وعبادته، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28].

ثانيًا: أهمية خشية الله:

لخشية الله أهمية عظيمة في حياة المسلم، فهي من أعظم العبادات وأجلها، ولها آثار إيجابية كثيرة في حياة الفرد والمجتمع، ومن أهمية خشية الله:

1. أنها تمنع المسلم من الوقوع في المعاصي والذنوب، وتدفعه إلى طاعة الله وعبادته.

2. أنها تقوي إيمان المسلم وتزيده يقينًا بالله تعالى، وتطمئن قلبه وتجعله يشعر بالراحة والسكينة.

3. أنها تجعل المسلم دائم الذكر لله تعالى، كثير الدعاء والابتهال إليه، متضرعًا إليه في كل حين.

ثالثًا: مظاهر خشية الله:

تتجلى خشية الله في حياة المسلم في العديد من المظاهر، منها:

1. الإحساس الدائم بوجود الله تعالى ومراقبته في كل وقت وحين، في السر والعلن.

2. الخوف من الوقوع في المعاصي والذنوب، والحرص على طاعة الله تعالى وعبادته.

3. التواضع لله تعالى وإخلاص العبادة له، وعدم الرياء والسمعة في الأعمال.

رابعًا: آثار خشية الله في حياة المسلم:

لخشية الله آثار إيجابية كثيرة في حياة المسلم، منها:

1. أنها تقوي إيمان المسلم وتزيده يقينًا بالله تعالى، وتطمئن قلبه وتجعله يشعر بالراحة والسكينة.

2. أنها تجعل المسلم دائم الذكر لله تعالى، كثير الدعاء والابتهال إليه، متضرعًا إليه في كل حين.

3. أنها تمنع المسلم من الوقوع في المعاصي والذنوب، وتدفعه إلى طاعة الله وعبادته.

خامسًا: كيف نتحقق خشية الله في قلوبنا؟

هناك العديد من الوسائل التي يمكن أن نتحقق بها خشية الله في قلوبنا، منها:

1. تدبر القرآن الكريم وفهم معانيه، والعمل بما فيه من أوامر واجتناب ما فيه من نواه.

2. الالتزام بأداء العبادات المفروضة والنوافل، والحرص على طاعة الله تعالى وعبادته.

3. مجالسة العلماء والصالحين والتأثر بهم، ومحاولة اتباع هديهم في الحياة.

سادسًا: فضل خشية الله في الدنيا والآخرة:

لخشية الله فضل كبير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:

1. أن خشية الله تجعل الإنسان محبوبًا عند الله تعالى وعند الناس.

2. أن خشية الله ترفع درجات الإنسان في الدنيا والآخرة، وتجعله من المقربين إلى الله تعالى.

3. أن خشية الله تنجي الإنسان من عذاب الله تعالى في الآخرة، وتدخله الجنة.

سابعًا: الخاتمة:

ختامًا، فإن خشية الله تعالى من أهم العبادات وأجلها، ولها آثار عظيمة في حياة الفرد والمجتمع، وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على خشية الله ومراقبته في كل حين، ولذلك علينا أن نسعى إلى تحقيق خشية الله في قلوبنا من خلال تدبر القرآن الكريم وفهم معانيه، والالتزام بأداء العبادات المفروضة والنوافل، ومجالسة العلماء والصالحين والتأثر بهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *