بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعل عن يميني نورا
مقدمة:
الدعاء هو عبادة القلب، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على الدعاء في كثير من الأحاديث الشريفة، ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “اللهم اجعل عن يميني نورا، وعن يساري نورا، ومن أمامي نورا، ومن خلفي نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، اللهم أنر بصري وبصيرتي، اللهم نور قلبي وسمعي وبصري ولحمي ودمي وعظامي ومخي وعروقي وشعري وبشرتي، اللهم نور قبري واجعل لي فيه سعة، اللهم إنك نور السماوات والأرض، وأنت نور كل شيء، نور قلبي ونور بصري ونور سمعي ونور لساني ونور يدي ونور رجلي ونور عقلي، اللهم نور ظاهري وباطني، اللهم نور قلبي ونور قبري ونور حياتي ونور مماتي، اللهم نور لي في الدنيا والآخرة”.
1. فضل الدعاء:
الدعاء من أعظم العبادات وأفضلها، وقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على كثرة الدعاء، وقد ورد في فضل الدعاء أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم فليخف في دعائه ولا يستعجل، فإن الله تعالى يقول: ‘أنا مع العبد ما لم يدعني أو يستعجل”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد القضاء، وإن كان قد نزل”.
2. شروط قبول الدعاء:
لكي يستجاب الدعاء يجب أن تتوفر فيه عدة شروط، منها:
الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى وحده، ولا يكون فيه شرك أو طلب غير الله تعالى.
اليقين بالإجابة: يجب أن يكون العبد على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، وأن لا ييأس من رحمة الله تعالى.
التضرع والخشوع: يجب أن يكون العبد متضرعًا وخشوعًا لله تعالى عند الدعاء، وأن لا يكون قلبه متعلقًا بالدنيا.
اختيار الوقت المناسب: هناك أوقات يكون فيها الدعاء مستجابًا أكثر من غيرها، مثل وقت السحر، وبعد صلاة الفجر، وفي الثلث الأخير من الليل.
الإلحاح في الدعاء: يجب أن يلح العبد في دعائه، ولا ييأس من رحمة الله تعالى، وأن يعلم أن الله تعالى يحب العبد اللجوج في الدعاء.
3. آداب الدعاء:
هناك آداب يجب مراعاتها عند الدعاء، منها:
استقبال القبلة: يستحب استقبال القبلة عند الدعاء، لأن ذلك يزيد من خشوع العبد وتضرعه لله تعالى.
رفع اليدين: يستحب رفع اليدين عند الدعاء، لأن ذلك يزيد من خشوع العبد وتضرعه لله تعالى.
الدعاء بصوت معتدل: يستحب الدعاء بصوت معتدل، لا مرتفعًا جدًا ولا منخفضًا جدًا.
الإبهام على اللحية: يستحب الإبهام على اللحية عند الدعاء، لأن ذلك يزيد من خشوع العبد وتضرعه لله تعالى.
الدعاء بأسماء الله الحسنى: يستحب الدعاء بأسماء الله الحسنى، لأن ذلك يزيد من خشوع العبد وتضرعه لله تعالى.
4. أنواع الدعاء:
هناك أنواع كثيرة من الدعاء، منها:
الدعاء بالعبادة: هو الدعاء الذي يكون فيه العبد متضرعًا لله تعالى طالبًا منه العبادة والطاعة.
الدعاء بالرزق: هو الدعاء الذي يكون فيه العبد متضرعًا لله تعالى طالبًا منه الرزق الحلال.
الدعاء بالشفاء: هو الدعاء الذي يكون فيه العبد متضرعًا لله تعالى طالبًا منه الشفاء من المرض.
الدعاء بالنصر: هو الدعاء الذي يكون فيه العبد متضرعًا لله تعالى طالبًا منه النصر على الأعداء.
الدعاء بالاستغفار: هو الدعاء الذي يكون فيه العبد متضرعًا لله تعالى طالبًا منه المغفرة والرحمة.
5. الدعاء في القرآن الكريم والسنة النبوية:
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك:
في القرآن الكريم: قال الله تعالى: “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم”، وقال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”، وقال تعالى: “ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين”.
في السنة النبوية: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”، وقال صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض”، وقال صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم فليخف في دعائه ولا يستعجل، فإن الله تعالى يقول: ‘أنا مع العبد ما لم يدعني أو يستعجل”.
6. فوائد الدعاء:
للدعاء فوائد كثيرة، منها:
تقوية الإيمان: الدعاء يزيد من إيمان العبد ويقينه بالله تعالى، ويشعره بقربه من الله تعالى.
جلب الرزق: الدعاء يجلب الرزق الحلال للعبد، ويكفيه من حيث لا يحتسب.
دفع البلاء: الدعاء يدفع البلاء عن العبد، ويصرفه عنه.
تحقيق الأمنيات: الدعاء يحقق أمنيات العبد، وييسر له أموره.
مغفرة الذنوب: الدعاء يغفر الذنوب ويستر العيوب.
7. خاتمة:
الدعاء من العبادات العظيمة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض، وقد حثنا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على كثرة الدعاء، وللدعاء فوائد كثيرة، منها تقوية الإيمان وجلب الرزق ودفع البلاء وت