اللهم اختر لي ولا تخيرني

اللهم اختر لي ولا تخيرني

العنوان: اللهم اختر لي ولا تخيرني

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم ما ينبغي للمسلم أن يعرفه ويدركه ويعمل به هو: التفويض إلى الله سبحانه وتعالى، والتسليم له في كل أمر، والأخذ بأسباب التوفيق، ثم ترك العاقبة لله وحده، دون أن يضيق صدره أو يجزع أو يغضب إذا لم تتحقق أمنياته ورغباته كما يريد، بل عليه أن يقول دائماً: (اللهم اختر لي ولا تخيرني).

أولاً: معنى التفويض إلى الله:

التفويض إلى الله هو: تفويض الأمر إليه سبحانه وتعالى، والتسليم له في كل شيء، وعدم الاعتراض عليه في أي أمر، والرضا بقضائه وقدره، سواء كان الأمر محبوباً أو مكروهاً، وسواء كان فيه نفع أو ضرر، وسواء كان فيه خير أو شر، وكل هذا يكون مع الأخذ بالأسباب الشرعية والإيمان بها.

ثانياً: فضل التفويض إلى الله:

لل تفويض إلى الله فضل عظيم، وثواب كبير، ومن ذلك:

رضا الله سبحانه وتعالى عن عبده، وإدخاله جنته.

حصول العبد على السعادة والطمأنينة والراحة في الدنيا والآخرة.

رفع البلاء والهم والحزن عن العبد.

فتح أبواب الرزق على العبد.

تيسير الأمور على العبد، وتسهيلها له.

ثالثاً: آداب التفويض إلى الله:

هناك مجموعة من الآداب التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها عند تفويض أمره إلى الله تعالى، ومن ذلك:

حسن الظن بالله تعالى، والإيمان بأنه لا يمكن أن يظلم عباده، وأن كل ما يفعله هو لصالحهم، وخير لهم، وإن لم يدركوا ذلك.

الصبر على ابتلاءات الله تعالى، وعدم الاعتراض عليها، والرضا بها، وقبولها على أنها خير من الله تعالى لعبده.

عدم الوقوع في اليأس والقنوط، فمهما اشتدت الأمور، ومهما تعسرت، فلا ينبغي للمسلم أن ييأس أو يقنط من رحمة الله تعالى، بل عليه أن يظل متوكلاً على الله، واثقاً بأنه لن يخلف وعده، ولن يضيع أجره.

رابعاً: مظاهر التفويض إلى الله:

هناك العديد من مظاهر التفويض إلى الله تعالى، فمن ذلك:

ترك العبد لاختيار ما يناسبه، وإ委اكله الأمر فيه إلى الله تعالى.

رضا العبد بما يختاره الله تعالى له، وقبوله راضياً، غير متسخط.

عمل العبد بالأسباب الشرعية، والإيمان بأنها لا تجلب النفع ولا تدفع الضر، وإنما الذي يفعل ذلك هو الله تعالى.

خامساً: فوائد التفويض إلى الله:

للتفويض إلى الله تعالى فوائد عديدة، منها:

حصول العبد على السعادة والطمأنينة والراحة في الدنيا والآخرة.

رفع البلاء والهم والحزن عن العبد.

فتح أبواب الرزق على العبد.

تيسير الأمور على العبد، وتسهيلها له.

نيل محبة الله تعالى ورضوانه.

سادساً: أمثلة على التفويض إلى الله:

هناك العديد من الأمثلة على التفويض إلى الله تعالى، منها:

تفويض النبي إبراهيم عليه السلام أمره إلى الله تعالى عند إلقائه في النار، فقال: (حسبنا الله ونعم الوكيل).

تفويض النبي موسى عليه السلام أمره إلى الله تعالى عند فراره من فرعون وجنوده، فقال: (رب نجني من القوم الظالمين).

تفويض النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمره إلى الله تعالى عند هجرته من مكة إلى المدينة، فقال: (إن ينصرني الله فلا غالب لي…).

سابعاً: الخاتمة:

إن التفويض إلى الله تعالى من أعظم ما ينبغي للمسلم أن يعرفه ويدركه ويعمل به، ففيه خير الدنيا والآخرة، وهو سبب السعادة والطمأنينة والراحة في الدنيا والآخرة، وهو سبب رفع البلاء والهم والحزن عن العبد، وهو سبب فتح أبواب الرزق على العبد، وهو سبب تيسير الأمور على العبد وتسهيلها له، وهو سبب نيل محبة الله تعالى ورضوانه.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً إلى التفويض إليه في كل أمورنا، وأن يجعلنا من عباده الصالحين، وأن يرضى عنا، وأن يدخلنا جنته بمنه وكرمه. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق