اللهم ارزقنا اداب النعمه

اللهم ارزقنا اداب النعمه

اللهم ارزقنا آداب النعمه

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي نعمة الإسلام، وهي نعمة عظيمة لا تقدر بثمن، وهي نعمة شاملة لكل مناحي الحياة، ولأجل ذلك يجب علينا أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة، وأن نلتزم بآدابها، وأن نحافظ عليها، ونعمل على نشرها بين الناس.

آداب النعمه:

1. شكر النعمة:

شكر النعمة واجب على كل مسلم ومسلمة، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ [آل عمران: 103].

ويشمل شكر النعمة على ذكر الله تعالى والثناء عليه، وعلى استعمال النعمة في طاعة الله تعالى، وعلى الدعاء لمن أعطاك النعمة، وعلى إظهار السرور بالنعمة، وعلى عدم التكبر بها.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله” [أحمد].

2. حفظ النعمة:

حفظ النعمة واجب على كل مسلم ومسلمة، قال تعالى: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأنعام: 141].

ويشمل حفظ النعمة على عدم تبذيرها، وعلى عدم إضاعتها، وعلى استعمالها فيما ينفع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تكفروا نعم الله، ولا تسرفوا فيها، ولا تُضيعوها” [الترمذي].

3. استعمال النعمة في طاعة الله تعالى:

يجب على المسلم أن يستعمل النعمة في طاعة الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُدْوَةً لَكُمْ﴾ [التغابن: 10].

ويشمل استعمال النعمة في طاعة الله تعالى على إخراج الزكاة، وعلى الإنفاق على الأهل والأقارب والفقراء والمساكين، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى نشر العلم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” [البخاري].

4. الدعاء لمن أعطاك النعمة:

يجب على المسلم أن يدعو لمن أعطاه النعمة، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11].

ويشمل الدعاء لمن أعطاك النعمة على الدعاء له بالخير، وعلى الدعاء له بالهداية، وعلى الدعاء له بالرزق.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ دَعا لأخيه بظهر الغيب، قال له ملك: ولك مثل ذلك” [مسلم].

5. إظهار السرور بالنعمة:

يجب على المسلم أن يظهر السرور بالنعمة، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ [الحاقة: 19-24].

ويشمل إظهار السرور بالنعمة على الحمد لله تعالى، وعلى شكره، وعلى الدعاء له، وعلى إظهار الفرحة بالنعمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس من أحد ينعم الله عليه بنعمة فيسأله الله تعالى عنها فيقول: خير، خير، إلا أدخله الله بها الجنة” [مسلم].

6. عدم التكبر بالنعمة:

يجب على المسلم أن لا يتكبر بالنعمة، قال تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ [الإسراء: 37].

ويشمل عدم التكبر بالنعمة على عدم الاستعلاء على الآخرين، وعلى عدم الاحتقار لهم، وعلى عدم التفاخر عليهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والكبر، فإن الكبر أهلك من كان قبلكم” [ابن ماجه].

7. نشر النعمة بين الناس:

يجب على المسلم أن ينشر النعمة بين الناس، قال تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 3].

ويشمل نشر النعمة بين الناس على مساعدة الفقراء والمساكين، وعلى إطعام الجائع، وعلى سقيا العطشان، وعلى كساء العاري، وعلى تعليم الجاهل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس” [ابن ماجه].

الخاتمة:

وفي الختام، فإن آداب النعمه من الأمور المهمة التي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلمها وأن يلتزم بها، وذلك من أجل أن يشكر الله تعالى على نعمه، وأن يحفظها، وأن يستعملها في طاعة الله تعالى، وأن يدعو لمن أعطاه النعمة، وأن يظهر السرور بالنعمة، وأن لا يتكبر بالنعمة، وأن ينشر النعمة بين الناس.

أضف تعليق