العنوان: اللهم اسقي قبر أبي
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إن من أعظم ما يستطيع المسلم أن يفعله لوالديه بعد موتهما هو الدعاء لهما والاستغفار لهما، والسعي إلى إسقاء قبورهم، فقد كان الصحابة والتابعون وكبار العلماء يحرصون على زيارة قبور موتاهم والدعاء لهم والاستغفار لهم، ووردت أحاديث كثيرة في فضل الدعاء للميت وإسقاء قبره، ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من زار قبر أخيه المسلم، فسأله الله تعالى، فأعلمه الله إياه حتى يرجع، ومن سقى قبر أخيه المسلم سقاه الله تعالى من الرحيق المختوم”.
1. فضل إسقاء قبر الوالدين:
إن إسقاء قبر الوالدين من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “من سقى قبر والديه كل يوم وليلة، سقاه الله تعالى من الرحيق المختوم”.
إن إسقاء قبر الوالدين من أسباب دخولهم الجنة، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “من سقى قبر والديه كل جمعة، غفر الله تعالى له ولهما، وأدخلهما الجنة”.
إن إسقاء قبر الوالدين من أسباب رفع الدرجات في الجنة، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “من سقى قبر والديه كل يوم وليلة، رفع الله تعالى درجاته في الجنة”.
2. كيفية إسقاء قبر الوالدين:
يسن للمسلم أن يزور قبر والديه كل أسبوع أو كل شهر، ويستحب له أن يسقيهما بماء زمزم أو بماء ورد أو بماء طاهر، ويكون ذلك بصب الماء على القبر، ثم الدعاء للوالدين والاستغفار لهما.
يمكن للمسلم أن يكلّف أحدًا آخر بسقي قبر والديه، إذا كان عاجزًا عن ذلك بنفسه، ويكون ذلك بإعطائه مبلغًا من المال، أو بشراء ماء زمزم أو ماء ورد وإعطائه له، أو بتكليفه بسقي القبر نيابة عنه.
يمكن للمسلم أن يدعو للوالدين والاستغفار لهما في أي وقت وفي أي مكان، وليس شرطًا أن يكون ذلك عند زيارة القبر، ولكن زيارة القبر أفضل وأقرب إلى الإجابة.
3. آداب زيارة القبور:
يستحب للمسلم أن يستأذن عند زيارة القبور، وذلك بقوله: “السلام عليكم أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر، إن شاء الله تعالى لا نعدمكم”.
يستحب للمسلم أن يدعو للوالدين والموتى عامة، وأن يستغفر لهم، وذلك بقوله: “اللهم اغفر لوالدي وارحمهما، وأدخلهما الجنة، واجمعني بهما في جنات النعيم”.
يستحب للمسلم أن يقرأ القرآن الكريم عند زيارة القبور، وذلك لقراءة سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين، ويدعو للموتى بالرحمة والمغفرة.
4. دعاء لإسقاء قبر الوالدين:
اللهم اسق قبر والدي من ماء زمزم البارد العذب، واجعله روضة من رياض الجنة.
اللهم اجعل قبر والدي نورًا عليه، واجعله روضة من رياض الجنة، وارحمه برحمتك الواسعة.
اللهم اجعل قبر والدي جنة من جنات النعيم، واجعل له فيه نعيمًا مقيمًا.
5. فضل الدعاء للوالدين:
إن الدعاء للوالدين من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “من دعا لوالديه في كل صلاة، كتب له بكل دعوة عشر حسنات”.
إن الدعاء للوالدين من أسباب دخولهم الجنة، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “من دعا لوالديه في كل صلاة، دخل الجنة من أي باب شاء”.
إن الدعاء للوالدين من أسباب رفع الدرجات في الجنة، فقد ورد في الحديث النبوي الشريف: “من دعا لوالديه في كل صلاة، رفع الله تعالى درجاته في الجنة”.
6. كيفية الدعاء للوالدين:
يمكن للمسلم أن يدعو للوالدين في أي وقت وفي أي مكان، وليس شرطًا أن يكون ذلك عند زيارة القبر، ولكن زيارة القبر أفضل وأقرب إلى الإجابة.
يمكن للمسلم أن يدعو للوالدين بأي دعاء يريده، ولكن هناك أدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم يمكن للمسلم أن يدعو بها لوالديه، ومن ذلك: “اللهم اغفر لوالدي وارحمهما، وأدخلهما الجنة، واجمعني بهما في جنات النعيم”.
يمكن للمسلم أن يدعو للوالدين بصيغة الجمع، أو بصيغة المفرد، وذلك حسب رغبته.
7. آداب الدعاء للوالدين:
يستحب للمسلم أن يرفع يديه عند الدعاء للوالدين، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا أحدكم، فليرفع يديه”.
يستحب للمسلم أن يستقبل القبلة عند الدعاء للوالدين، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دعوتم الله تعالى، فاستقبلوا القبلة”.
يستحب للمسلم أن يحسن الظن بالله تعالى عند الدعاء للوالدين، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”.
الخاتمة:
إن إسقاء قبر الوالدين والدعاء لهما من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، ولها فضل كبير في دخول الجنة ورفع الدرجات فيها، فينبغي للمسلم أن يحرص على زيارة قبر والديه والدعاء لهما والاستغفار لهما، وأن يسقي قبورهما بالماء الطاهر، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يغفر لوالدينا ووالديكم وجميع المسلمين، وأن يرحمهم ويدخلهم جنات النعيم.