اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،

فإن من أعظم ما يطلب العبد من ربه تبارك وتعالى أن يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، فإن هذا من أعظم مقاصد الخلق، وهو الغاية العظمى المطلوبة من الإنسان في هذه الحياة الدنيا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].

أولاً: فضل ذكر الله تعالى

1. ذكر الله تعالى من أعظم القربات إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت” [رواه مسلم].

2. ذكر الله تعالى سبب لمغفرة الذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة في اليوم غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر” [رواه الترمذي].

3. ذكر الله تعالى سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عتق رقبة، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر منه” [رواه مسلم].

ثانيًا: فضل شكر الله تعالى

1. شكر الله تعالى من أعظم العبادات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الشكر لله تعالى أن تحمده على السراء والضراء” [رواه أبو داود].

2. شكر الله تعالى سبب لزيادة النعم، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7]، وقال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152].

3. شكر الله تعالى سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الشاكر لله والشكور للناس يدخل الجنة” [رواه الترمذي].

ثالثًا: فضل حسن العبادة

1. حسن العبادة من أعظم القربات إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه” [رواه البخاري].

2. حسن العبادة سبب لقبول العمل عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتغي به وجهه” [رواه مسلم].

3. حسن العبادة سبب لدخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحسن عمله دخل الجنة” [رواه مسلم].

رابعًا: أسباب ذكر الله تعالى

1. الإيمان بالله تعالى وآلائه، قال تعالى: {إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِاللَّهِ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ أَمَاتَكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 15].

2. الخوف من الله تعالى وعقابه، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194].

3. الرغبة في ثواب الله تعالى وجنته، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].

خامسًا: أسباب شكر الله تعالى

1. التأمل في نعم الله تعالى الظاهرة والباطنة، قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34].

2. الإحساس بنعم الله تعالى والاعتراف بها، قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].

3. الثناء على الله تعالى والتعبير عن شكره، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 2-3].

سادسًا: أسباب حسن العبادة

1. الإخلاص لله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتغي به وجهه” [رواه مسلم].

2. اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلوا كما رأيتموني أصلي” [رواه البخاري].

3. المداومة على العبادة وعدم الكسل عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المواظبة على النوافل أحب إلى الله من العمل الكثير الذي لا يواظب عليه العبد” [رواه مسلم].

سابعًا: كيفية ذكرك الله تعالى شكرك وحسن عبادتك

1. تخصيص أوقات معينة لذكر الله تعالى، مثل الصباح والمساء، وقبل النوم، وعند الاستيقاظ من النوم.

2. الاشتغال بالأذكار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل.

3. المداومة على قراءة القرآن الكريم وتدبره.

الخاتمة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر” [رواه البخاري ومسلم].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *