مقدمة:
يعتبر الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فالدعاء هو وسيلة العبد للتواصل مع الله سبحانه وتعالى، وهو سبب عظيم لنيل العفو والمغفرة من الله تعالى، ولهذا كان الدعاء من أفضل العبادات التي ينبغي على المؤمن أن يكثر منها، ومن أهم الأدعية التي يتضرع بها المؤمن إلى ربه سبحانه وتعالى: اللهم اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا.
1. المغفرة والرحمة عند الله تعالى
– المغفرة والرحمة من صفات الله تعالى، وهو الغفور الرحيم، الذي يحب عباده ويغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم، قال تعالى: “وَإِني لغفور لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى” (طه: 82).
– ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه جعل لهم باب التوبة مفتوحاً على الدوام، وأناب إلى عباده عن ذنوبهم وخطاياهم، قال تعالى: “يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم” (الزمر: 53).
– والمغفرة والرحمة عند الله تعالى عظيمة وواسعة، قال تعالى: “وما بكم من نعمة فمن الله” (النحل: 53).
2. ما يجب على العبد عند التوبة إلى الله تعالى؟
– أن يقلع العبد عن الذنب، ويتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، ويستغفره على ما اقترفه من ذنوب وخطايا.
– أن يعزم العبد على ألا يعود إلى الذنب مرة أخرى، وأن يبتعد عن كل ما قد يؤدي إلى الوقوع في الذنب.
– أن يكثر العبد من الدعاء إلى الله تعالى، ويسأله المغفرة والرحمة، ويلح في الدعاء حتى يستجيب الله له.
3. فضل الاستغفار إلى الله تعالى
– الاستغفار إلى الله تعالى من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، قال تعالى: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون” (آل عمران: 135).
– والاستغفار إلى الله تعالى سبب عظيم لدفع البلاء والشر عن العبد، قال تعالى: “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا” (نوح: 10-12).
– والاستغفار إلى الله تعالى سبب عظيم لزيادة الرزق وفتح أبواب الخير على العبد، قال تعالى: “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا” (نوح: 10-12).
4. آداب الدعاء إلى الله تعالى
– أن يكون العبد خاشعًا ومتضرعًا عند الدعاء، ويحضر قلبه ونيته، قال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” (البقرة: 186).
– أن يكون العبد متيقنًا من إجابة الله تعالى لدعائه، فإن الله تعالى لا يخلف وعده، قال تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” (البقرة: 186).
– أن يختار العبد أوقات الإجابة للدعاء، وهي أوقات السحر، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند دخول المسجد، وعند الدعاء في السجود.
5. الحكمة من ابتلاء الله تعالى لعباده بالذنوب والخطايا
– ابتلاء الله تعالى لعباده بالذنوب والخطايا هو من رحمته بهم، لكي يمتحنهم ويميز الخبيث من الطيب، قال تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 155).
– ابتلاء الله تعالى لعباده بالذنوب والخطايا هو من أجل أن يتوب العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، ويستغفره على ما اقترفه من ذنوب وخطايا، قال تعالى: “وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فلا ملجأ لكم إلا إليه ثم إذا كشف الضر عنكم