اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك

مقدمة:

الدعاء هو أحد أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله -عز وجل-، ومن أجمل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم هو دعاء “اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك”، ففي هذا الدعاء يسأل العبد ربه أن يغنيه بحلاله عن الحرام، وأن يغنيه بفضله عن سواه، وهذا الدعاء له فضل عظيم وأجر كبير، لما فيه من معاني التوكل على الله -عز وجل- والرضى بقضائه وقدره، ولما فيه من معاني العفة والتقوى والحرص على الحلال.

أولاً: معنى الدعاء “اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك”:

1. الاستعاذة بالله من الحرام: يدل الدعاء على الاستعاذة بالله -عز وجل- من الوقوع في الحرام، فهو اعتراف بضعف العبد وعدم قدرته على مقاومة وسوسة الشيطان إلا بعون الله تعالى.

2. الطلب من الله الرزق الحلال: يدل الدعاء على طلب العبد من الله -عز وجل- أن يرزقه من الحلال ما يكفيه ويغنيه عن السؤال من الناس أو الوقوع في الحرام.

3. التأكيد على أهمية الحلال وخطورة الحرام: الدعاء يؤكد على أهمية الحلال وخطورة الحرام، فالحلال هو ما أحلّ الله -عز وجل- لعباده، والحرام هو ما حرّمه الله -عز وجل- عليهم، والوقوع في الحرام يجر العبد إلى المعاصي والذنوب، ويبعده عن رحمة الله تعالى.

ثانيًا: معنى الدعاء “واغننا بفضلك عمن سواك”:

1. الاعتراف بفضل الله وكرمه: يدل الدعاء على اعتراف العبد بفضل الله -عز وجل- وكرمه، وأنه هو وحده القادر على إغنائه وإغنياء عباده عمن سواه.

2. التوكل على الله والاعتماد عليه: الدعاء يدل على توكل العبد على الله -عز وجل- واعتماده عليه في جميع أموره، فهو يعلم أن الله -عز وجل- وحده هو القادر على تلبية حاجاته وإغنائه عمن سواه.

3. الزهد في الدنيا وطلب الآخرة: الدعاء يدل على زهد العبد في الدنيا وطلب الآخرة، فهو يعلم أن الدنيا زائلة وأن الآخرة هي الباقية، لذلك يسأل الله -عز وجل- أن يغنيه بفضله عمن سواه، وأن يوفقه للعمل الصالح الذي ينفعه في الآخرة.

ثالثًا: فضل الدعاء “اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك”:

1. قبول الدعاء عند الله تعالى: ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “الدعاء هو العبادة”، وهذا يدل على فضل الدعاء عند الله -عز وجل- وحرصه على إجابة عباده الذين يدعونه.

2. وقاية العبد من الحرام والمعاصي: الدعاء إلى الله -عز وجل- بأن يغنيه بحلاله عن حرامه يحفظه من الوقوع في الحرام والمعاصي، ويقيه من شرور النفس والشيطان.

3. إغناء العبد عمن سواه: الدعاء إلى الله -عز وجل- بأن يغنيه بفضله عمن سواه يغنيه الله -عز وجل- عن سؤال الناس وييسر له الرزق الحلال، ويفرج همه ويزيل كربه.

رابعًا: آداب الدعاء:

1. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله -عز وجل- وحده، فلا يدعو العبد إلا الله -عز وجل- ولا يشرك به أحدًا.

2. اليقين بالإجابة: يجب أن يدعو العبد وهو موقن بأن الله -عز وجل- سيستجيب لدعائه، فالدعاء من غير يقين بالإجابة لا فائدة منه.

3. التضرع والخشوع: يجب أن يدعو العبد وهو متضرع إلى الله -عز وجل- وخاشع له، فالدعاء بغير تضرع وخشوع لا قيمة له.

4. رفع اليدين: يستحب للعبد أن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء، فهذا من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء.

5. الاستقبال: يستحب للعبد أن يستقبل القبلة عند الدعاء، فهذا من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء أيضًا.

6. التكرار والإلحاح: يستحب للعبد أن يكرر الدعاء ويلح فيه، فالدعاء المكرر الملِح هو الذي يستجاب بإذن الله تعالى.

7. الدعاء في أوقات الإجابة: يستحب للعبد أن يدعو في أوقات الإجابة، مثل وقت السحر ووقت بين الأذان والإقامة ووقت نزول المطر وغيرها.

خامسًا: صفات الدعاء المستجاب:

1. الدعاء بمسألة مشروعة: يجب أن يدعو العبد بمسألة مشروعة، أي أن تكون المسألة التي يدعو بها لا تخالف شرع الله -عز وجل-.

2. الدعاء بصدق وإخلاص: يجب أن يكون الدعاء صادقًا وخالصًا من القلب، فالدعاء الذي لا يكون صادقًا ولا خالصًا من القلب لا يُستجاب.

3. الدعاء بتضرع وخشوع: يجب أن يكون الدعاء متضرعًا به وخاشعًا له، فالدعاء الذي لا يكون متضرعًا به ولا خاشعًا له لا يُستجاب.

4. الدعاء في أوقات الإجابة: يستحب للعبد أن يدعو في أوقات الإجابة، مثل وقت السحر ووقت بين الأذان والإقامة ووقت نزول المطر وغيرها.

5. الدعاء بالاسم الحسن: يستحب للعبد أن يدعو الله -عز وجل- بأسمائه الحسنى، فالدعاء بالاسم الحسن من أسباب استجابة الدعاء.

6. الدعاء بأسماء الأنبياء والصالحين: يستحب للعبد أن يدعو الله -عز وجل- بأسماء الأنبياء والصالحين، فالدعاء بأسماء الأنبياء والصالحين من أسباب استجابة الدعاء أيضًا.

سادسًا: الدعاء “اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك” في السنة النبوية:

1. ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يدعو بهذا الدعاء كثيرًا، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: “اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك”.

2. ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا أنه كان يدعو بهذا الدعاء لأصحابه، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك”.

3. ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا أنه كان يدعو بهذا الدعاء للمسلمين عامة، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “اللهم اكف عن أمتي الضغث والنقص والسرف”.

سابعًا: الخاتمة:

دعاء “اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك” من الأدعية الشاملة التي ينبغي للمسلم أن يدعو بها كثيرًا، فهو دعاء يشتمل على الاستعاذة بالله من الحرام والطلب منه إغنائه بالحلال، كما يشتمل على الاعتراف بفضل الله وكرمه والتوكل عليه والاعتماد عليه في جميع الأمور، لذلك ينبغي للمسلم أن يحفظ هذا الدعاء ويدعو به كثيرًا، فهو من الأدعية المستجابة بإذن الله تعالى.

أضف تعليق