اللهم اكفنى بحلالك عن حرامك

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فالطمع في المال والشهوات داء فتاك يفسد المجتمعات ويدمر الشعوب، وجميعنا نبتلى بهذه الشهوة، وكلنا نسعى لتحقيقها في حياتنا بالطرق المشروعة، وعندما تعجز النفوس عن تحقيقها بالطرق المشروعة تلجأ لتحقيقها ولو عن طريق الحرام، وهنا تبدأ الكارثة، لذلك فإننا ندعو الله تعالى أن يكفينا بحلاله عن حرامه، وبدلاً من أن نتعرض لمكروه أو مصيبة بسبب اكتسابنا للمال عن طريق الحرام، فإن الله يكفينا بحلاله فنكتسب المال من حلال ونحظى برضا الله تعالى ومباركته في أموالنا.

1. أهمية الاكتفاء بالحلال:

– الاكتفاء بالحلال هو السبيل الوحيد لضمان رضا الله تعالى عنا، فالله تعالى قد حرم علينا الكثير من الأموال، وقد أوضح لنا طرق كسب المال من الحلال، فمن اتبع أوامر الله تعالى واجتنب نواهيه فهو على الطريق المستقيم، ومن خالف أوامر الله تعالى وتبع شهواته فهو على الطريق المائل إلى الهلاك.

– الاكتفاء بالحلال هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح والتوفيق في الحياة، فمن اكتسب المال من حلال مبارك له فيه، ونما هذا المال وبارك الله تعالى فيه، أما من اكتسب المال من حرام فإن الله تعالى يمحق ماله ويعاقبه في الدنيا والآخرة.

– الاكتفاء بالحلال هو السبيل الوحيد لحفظ النفس والمال والعرض، فمن اكتسب المال من حرام فقد عرض نفسه للأخطار، فقد يتعرض للسجن أو القتل أو السرقة أو غير ذلك من المخاطر، أما من اكتسب المال من حلال فهو في مأمن من هذه المخاطر.

2. أضرار الاكتساب من الحرام:

– الاكتساب من الحرام هو السبب الرئيسي للفقر والبطالة، فمن اكتسب المال من حرام فإن الله تعالى يمحق ماله ويعاقبه في الدنيا والآخرة، أما من اكتسب المال من حلال فإن الله تعالى يبارك له فيه وينعم عليه بالرزق الوفير.

– الاكتساب من الحرام هو السبب الرئيسي للفساد في المجتمعات، فمن اكتسب المال من حرام فهو لا يهتم إلا بمصلحته الشخصية، ولا يهتم بمصلحة المجتمع، وهو مستعد لفعل أي شيء من أجل تحقيق مصلحته الخاصة، ولو أدى ذلك إلى إفساد المجتمع.

– الاكتساب من الحرام هو السبب الرئيسي للجريمة، فمن اكتسب المال من حرام فهو لا يجد غضاضة في ارتكاب الجرائم من أجل الحصول على المزيد من المال، وهو مستعد لفعل أي شيء من أجل تحقيق مصلحته الخاصة، ولو أدى ذلك إلى ارتكاب جريمة.

3. بعض السلوكيات المحرمة في كسب المال:

– الغش والخداع في البيع والشراء، فمن يغش الناس في بيعهم وشرائهم فهو ملعون من الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا».

– الربا، وهو الزيادة التي يأخذها المقرض من المقترض، وقد حرم الله تعالى الربا في كتابه العزيز، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه».

– الاحتكار، وهو شراء السلع أو المواد الغذائية بقصد إخفائها عن الناس من أجل رفع سعرها وبيعها بأعلى سعر ممكن، وقد حرم الله تعالى الاحتكار في كتابه العزيز، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحتكر إلا خاطئ».

4. طرق كسب المال من الحلال:

– التجارة الحلال، وهي شراء السلع والمنتجات وبيعها بربح، ويجب أن تكون التجارة حلالًا، أي أن تكون السلع والمنتجات التي يتم تداولها حلالًا، وألا تكون هناك غش أو خداع في البيع والشراء.

– الزراعة وتربية الحيوانات، وهي من المهن الشريفة التي حث عليها الإسلام، ويمكن للإنسان أن يكتسب المال من خلال زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات وبيعها.

– الحرف والصناعات اليدوية، وهي من المهن الشريفة التي يمكن للإنسان أن يكتسب المال من خلالها، مثل صناعة الملابس والأثاث والأدوات المنزلية وغيرها.

5. أهمية الزكاة:

– الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي حق للفقراء والمساكين في أموال الأغنياء، وهي تطهر الأموال وتنميها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصدقة لا تنقص المال».

– الزكاة تساعد على توزيع الثروة بين أفراد المجتمع، وتساعد على محاربة الفقر والبطالة، وتساعد على تحقيق العدالة الاجتماعية.

– الزكاة لها أجر عظيم عند الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد ينفق نفقة إلا كتب له عشر حسنات».

6. فضل الرضا:

– الرضا هو من أهم صفات المؤمن، وهو أن يرضى الإنسان بما قسمه الله تعالى له، ولا يسخط على قدر الله تعالى، ولا يتمنى ما عند غيره.

– الرضا منحة عظيمة من الله تعالى، فمن رضي بما قسمه الله تعالى له فقد فاز برضا الله تعالى، ومن فاز برضا الله تعالى فقد فاز بكل شيء.

– الرضا سبب للسعادة والطمأنينة، فمن رضي بما قسمه الله تعالى له عاش سعيدًا مطمئنًا، لا يحزن ولا يقلق على رزقه.

7. الختام:

نسأل الله تعالى أن يكفينا بحلاله عن حرامه، وأن يرزقنا من فضله، وأن يبارك لنا في أموالنا، وأن يجعلنا راضين بقضائه وقدره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *