اللهم الشفاء من عندك
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الشفاء من الأمراض من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، ولذلك كان من حق المسلم أن يرجو شفاءه من الله تعالى، وأن يدعوه بذلك، وأن يتوكل عليه في ذلك، وقد وردت في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة في فضل الدعاء بالشفاء، وفي بيان أهمية التوكل على الله تعالى في ذلك، ومن هذه الأحاديث:
1. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
2. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”.
3. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذتين ومسح بيده، فلما مرض قال: “يا عائشة لو كنت أستطيع أن أنفع أحدًا غيري لشفعت لك”.
أسباب الشفاء
1. التوكل على الله تعالى: وهو من أهم أسباب الشفاء، فإذا توكل المسلم على الله تعالى في شفاءه، واعتقد يقينًا أن الشفاء بيده وحده، وأن لا أحد يقدر على شفائه إلا الله تعالى، فإن الله تعالى سيشفيه بإذنه.
2. الدعاء: وهو أحد أهم أسباب الشفاء، فيدعو المسلم ربه بالشفاء، ويسأله أن يذهب عنه المرض، ويُلِح في الدعاء، ويحسن الظن بربه، ويستعين بالصالحين في الدعاء له.
3. الصدقة: وهي سبب من أسباب الشفاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “داووا مرضاكم بالصدقة”.
أنواع الشفاء
1. الشفاء التام: وهو أن يشفى المريض من مرضه تمامًا، ويذهب عنه الألم والوجع، ويعود إلى صحته وعافيته.
2. الشفاء الجزئي: وهو أن يشفى المريض من بعض أعراض مرضه، أو يتحسن بعض الشيء، لكنه لا يشفى تمامًا.
3. الشفاء المعنوي: وهو أن يشفى المريض من مرضه النفسي أو الروحي، فيشعر بالراحة والسكينة والطمأنينة.
أهمية الشفاء
1. الشفاء نعمة عظيمة من الله تعالى، فالمريض الذي يشفى من مرضه يشعر بنعمة الصحة والعافية، وينعم بالحياة الطبيعية.
2. الشفاء سبب لزيادة الإيمان والتوكل على الله تعالى، فالمريض الذي يشفى من مرضه يزداد إيمانه بالله تعالى، ويتوكل عليه أكثر.
3. الشفاء سبب لسعادة المريض وأهله، فالمريض الذي يشفى من مرضه يسعد هو وأهله، ويعود الفرح إلى بيته.
كيف ندعو الله بالشفاء؟
1. يجب أن يكون الدعاء صادقا نابعا من القلب.
2. يجب أن يكون الدعاء خالصا لوجه الله تعالى، ولا يكون فيه شرك بالله تعالى.
3. يجب أن يكون الدعاء موافقا لشرع الله تعالى، ولا يكون فيه دعاء بمحرم أو دعاء على أحد.
الشفاء في القرآن الكريم والسنة النبوية
1. ورد ذكر الشفاء في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، من ذلك قوله تعالى: {وإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}.
2. كما وردت في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة في فضل الدعاء بالشفاء، ومن ذلك ما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يصيبه وجع فيقول: اللهم إني أسألك العافية في دنياي وآخرتي إلا عافاه الله في الدنيا والآخرة”.
3. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج المرضى بالرقية والتعويذات، كما كان يأمرهم بالصدقة والدعاء والتضرع إلى الله تعالى.
خاتمة
نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالصحة والعافية، وأن يبلغنا منازل الأبرار، وأن يجعل مرضنا كفارة لذنوبنا، وسببا لزيادة إيماننا وتقوانا، وأن يرزقنا الشفاء العاجل من كل داء، وأن يجعلنا من عبادك الصالحين، وأن يوفقنا لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب الدعاء.