اللهم انبته نباتا

اللهم أنبته نباتًا حسنًا

مقدمة

سورة الفيل هي سورة مكية، من السور المفصلة، عدد آياتها خمس، نزلت بعد سورة قريش، وهي أول سورة في القرآن الكريم ذكرت فيها قصة أصحاب الفيل، وهي قصة واقعية حدثت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتتحدث عن محاولة أبرهة الحبشي غزو مكة المكرمة، وكيف حمى الله تعالى بيته الحرام من أبرهة وجيشه.

قصة أصحاب الفيل

في عام 570 ميلادي، أي عام ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، خرج أبرهة الحبشي، وهو حاكم الحبشة في ذلك الوقت، بجيش كبير من الحبشة إلى اليمن، واستولى على صنعاء، ثم قرر غزو مكة المكرمة، وهدم الكعبة المشرفة.

أرسل أبرهة رسولاً إلى مكة المكرمة يدعى “نعيم بن مسعود الأشجعي”، ومعه هدايا كثيرة، وطلب من أهل مكة أن يسلموا له، ويدفعوا له الجزية، وأن يهدموا الكعبة المشرفة، لكن أهل مكة رفضوا ذلك، وقالوا: “لن نسلم لك، ولن نهدم الكعبة، هي بيت الله الحرام، ولن يهدمه إلا الله تعالى”.

جيش أبرهة

كان جيش أبرهة يتكون من 60 ألف جندي، بالإضافة إلى 13 فيلاً، وكان الفيل في ذلك الوقت يعتبر سلاحًا فتاكًا، ولم يكن لدى أهل مكة ما يواجهون به هذا الجيش الضخم.

محاولة أبرهة هدم الكعبة

وصل جيش أبرهة إلى مكة المكرمة، وحاصرها، ثم حاول هدم الكعبة المشرفة، لكنه فشل، وكان الفشل ذريعًا، فقد أرسل الله تعالى طيورًا أبابيل تحمل حجارة من سجيل، وألقتها على جيش أبرهة، فقتلت منهم الكثير، وفر الباقون منهزمين.

دروس مستفادة من قصة أصحاب الفيل

هناك العديد من الدروس المستفادة من قصة أصحاب الفيل، منها:

1. عناية الله تعالى ببيته الحرام، وأنه لن يهدمه أحد، مهما كانت قوته.

2. ضعف المشركين أمام قوة الله تعالى، وأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا ضد إرادته.

3. نصرة الله تعالى للمؤمنين، وأنهم لا يجب أن يخافوا من أعدائهم، مهما كانت قوتهم.

4. أهمية التوكل على الله تعالى، واللجوء إليه في الشدائد، وأنه هو وحده القادر على نصر عباده.

5. أهمية الدعاء إلى الله تعالى، وأن الله تعالى يستجيب لدعاء عباده المؤمنين.

6. أهمية الصبر والثبات على الحق، وأن الله تعالى ينصر من يصبر ويثبت على الحق.

7. أهمية الوحدة والتكاتف بين المسلمين، وأنهم أقوى عندما يكونون متحدين.

خاتمة

قصة أصحاب الفيل هي قصة عظيمة، مليئة بالدروس والعبر، وهي تذكرنا بأن الله تعالى هو وحده القادر على حماية بيته الحرام، وأن المؤمنين يجب أن يكونوا متوكلين عليه، صابرين، ثابتين على الحق، متحدين، وأن الله تعالى سينصرهم على أعدائهم بإذن الله تعالى.