المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إننا نتضرع إليك اليوم من أعماق قلوبنا، أن تنصرنا ولا تنصر علينا، وأن تعزنا ولا تذلنا، وأن تجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة. إننا نستغيث بك يا رب العالمين، فنصرنا وأنت خير ناصر.
صفات المُنصورين
1. الإيمان بالله واليوم الآخر: فالمُنصور هو الذي يؤمن بالله وحده، ولا يشرك به أحدًا، ويصدق بجميع رسله وكتبه، ويوقن باليوم الآخر، وهو يوم الحساب والجزاء.
2. التوكل على الله: فالمُنصور هو الذي يتوكل على الله وحده، ولا يعول على غيره، ويوقن بأن الله وحده هو القادر على نصره وتأييده.
3. الاجتهاد في العبادة: فالمُنصور هو الذي يجتهد في العبادة، ويحرص على أداء الفرائض والنوافل، ويذكر الله عز وجل كثيرًا، ويتقرب إليه بأسباب النصر.
أسباب النصر
1. الدعاء إلى الله: فالدعاء إلى الله هو أحد أهم أسباب النصر، وقد أمرنا الله عز وجل بالدعاء فقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
2. الصبر والمثابرة: فالصبر والمثابرة هما من أهم أسباب النصر، فقد قال الله عز وجل: {وَاصْبِرُوا إِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
3. الإعداد الجيد: فالإعداد الجيد هو أحد أهم أسباب النصر، فقد قال الله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60].
فضل النصر
1. النصر من عند الله: فالنصر هو من عند الله وحده، وهو الذي ينصر من يشاء، ويخذل من يشاء، فقد قال الله عز وجل: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126].
2. النصر هو العزة والتمكين: فالنصر هو العزة والتمكين، وهو الذي يرفع الله به المؤمنين، ويذل به الكافرين، فقد قال الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 8].
3. النصر هو سبب دخول الجنة: فالنصر هو سبب دخول الجنة، فقد قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
عواقب الخذلان
1. الذل والهوان: فخذلان الله للإنسان هو الذل والهوان، وهو الذي يجعل الله به الكافرين، ويذل به المؤمنين، فقد قال الله عز وجل: {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} [الحج: 18].
2. الحسرة والندم: فخذلان الله للإنسان هو الحسرة والندم، وهو الذي يحزن به الله المؤمنين، ويشمت به الكافرين، فقد قال الله عز وجل: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 165].
3. دخول النار: فخذلان الله للإنسان هو دخول النار، وهو الذي يحرم به الله المؤمنين من الجنة، ويجعلهم من أهل النار، فقد قال الله عز وجل: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} [الكهف: 59].
دعاء النصر
1. اللهم انصرني ولا تنصر علي: هذا الدعاء من أهم الأدعية التي يجب أن يدعو بها المسلم، وهو دعاء النصر، وفيه يتضرع المسلم إلى الله عز وجل أن ينصره على أعدائه، ولا ينصر أعداءه عليه.
2. اللهم أعني ولا تعن علي: هذا الدعاء أيضًا من الأدعية المهمة التي يجب أن يدعو بها المسلم، وهو دعاء التوفيق، وفيه يتضرع المسلم إلى الله عز وجل أن يعينه على طاعته، ولا يعين الشيطان عليه.
3. اللهم قوني ولا تهن علي: هذا الدعاء أيضًا من الأدعية المهمة التي يجب أن يدعو بها المسلم، وهو دعاء القوة، وفيه يتضرع المسلم إلى الله عز وجل أن يقويه على طاعته، ولا يجعله ضعيفًا أمام معاصيه.
الخاتمة
نسأل الله عز وجل أن ينصرنا ولا ينصر علينا، وأن يعزنا ولا يذلنا، وأن يجعلنا من الفائزين في الدنيا والآخرة. اللهم آمين.