بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إنك عفوا تحب العفو فاعف عنا
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فإن الله عز وجل غفور رحيم، يحب العفو والتجاوز عن الذنوب، ومن أسمائه الحسنى “العفو”، وقد أمرنا الله تعالى بالاستغفار والتوبة، ووعدنا بالمغفرة والرحمة.
فضل الاستغفار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له ولو كان قد فر من الزحف” رواه النسائي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر” رواه الترمذي.
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال في كل يوم مائة مرة: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه، غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر” رواه ابن ماجه.
أوقات الاستغفار
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أكثروا من الاستغفار في السحر، فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من سائل فيعطى؟ حتى يطلع الفجر” رواه أحمد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بين العشاء والعتمة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه” رواه أحمد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ومن توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه مسلم.
آثار الاستغفار
للاستغفار آثار عظيمة على حياة المسلم، منها:
مغفرة الذنوب والتجاوز عنها.
نزول الرحمة والبركة على المسلم.
استجابة الدعاء.
فتح أبواب الرزق.
دفع البلاء والضرر.
علو الدرجات في الجنة.
أسباب عدم الإجابة بعد الاستغفار
قد يستغفر المسلم ولا يستجيب الله تعالى له، وذلك لأسباب منها:
عدم الإخلاص في الاستغفار.
عدم الندم على الذنوب.
عدم العزم على ترك الذنوب.
الاستمرار في ارتكاب الذنوب.
اليأس من رحمة الله تعالى.
كيفية الاستغفار
أن يكون الاستغفار من القلب والإخلاص.
أن يكون الاستغفار باللفظ الصحيح.
أن يكون الاستغفار مع الندم على الذنوب.
أن يكون الاستغفار مع العزم على ترك الذنوب.
أن يكون الاستغفار مع الدعاء إلى الله تعالى.
الخلاصة
الاستغفار عبادة عظيمة لها فضل كبير، وهو سبب لمغفرة الذنوب ونزول الرحمة والبركة، ومن آثار الاستغفار استجابة الدعاء وفتح أبواب الرزق ودفع البلاء والضرر وعلو الدرجات في الجنة، ويجب على المسلم أن يستغفر الله تعالى كثيرا بإخلاص وصدق ونية صادقة، وأن يحرص على ترك الذنوب والإكثار من الطاعات، حتى ينال مغفرة الله تعالى ورضوانه.