استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الاستغفار من أعظم العبادات وأجلها، وهو من أسباب مغفرة الذنوب والعتق من النار، وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الاستغفار كثيرًا، وجعل الذكر والاستغفار نورًا ورحمة وهدى للمؤمنين، فقال تعالى: “وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ” (هود:3).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غُفِرَت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر” (رواه الترمذي).

أولا: فضل الاستغفار:

1. الاستغفار سبب لمغفرة الذنوب والعتق من النار، فقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا” (الزمر:53)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غُفِرَت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر” (رواه الترمذي).

2. الاستغفار سبب لزيادة الرزق والبركة فيه، فقال تعالى: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” (الطلاق:2-3)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر الاستغفار وسع الله عليه في رزقه” (رواه الإمام أحمد).

3. الاستغفار سبب لدفع البلاء والضر، قال الله تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” (الأنفال:33)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكثر الاستغفار أصلح الله له شأنه كله” (رواه الإمام أحمد).

ثانيًا: أنواع الاستغفار:

1. الاستغفار باللسان: وهو أن يقول العبد “أستغفر الله العظيم” أو “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه” أو غير ذلك من ألفاظ الاستغفار المأثورة.

2. الاستغفار بالقلب: وهو أن يندم العبد على ذنوبه وذنوبه ويسعى إلى تركها والتوبة منها.

3. الاستغفار بالأفعال: وهو أن يبتعد العبد عن الذنوب والمعاصي ويحرص على طاعة الله تعالى.

ثالثًا: شروط الاستغفار:

1. أن يكون الاستغفار صادقا وندمًا على الذنوب والمعاصي.

2. أن يصحب الاستغفار بالتوبة النصوح، وهي أن يترك العبد الذنوب والمعاصي ويحرص على طاعة الله تعالى.

3. أن يكون الاستغفار دائمًا ومستمرًا، فالعبد مؤذن بالخطأ والنسيان، ولا بد له من الاستغفار دائمًا ومستمرًا.

رابعًا: آداب الاستغفار:

1. أن يكون الاستغفار في أوقات الفضيلة، مثل أوقات السحر والليل والنهار، وعند دخول المسجد وخروجه، وعند الأذان والإقامة.

2. أن يكون الاستغفار بصوت خاشع ووقار، ولا يكون بصوت عالٍ أو قهقهة.

3. أن يكون الاستغفار بيد مرفوعة، وهو من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

خامسًا: فوائد الاستغفار:

1. الاستغفار يطهر القلب من الذنوب والمعاصي ويزيده نورًا ورحمة.

2. الاستغفار يزيد في الرزق والبركة فيه ويوسع على العبد في معيشته.

3. الاستغفار يرفع البلاء والضر عن العبد ويصرف عنه السوء.

سادسًا: حكم الاستغفار:

1. الاستغفار واجب على كل مسلم ومسلمة، وهو من أعظم العبادات وأجلها.

2. الاستغفار سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم.

3. الاستغفار مستحب في كل وقت وحين، ولا سيما في أوقات الفضيلة.

سابعًا: الاستغفار في السنة النبوية:

1. ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستغفر الله تعالى كثيرًا، وكان يقول “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه” أكثر من سبعين مرة في اليوم والليلة.

2. كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو أصحابه إلى الاستغفار كثيرًا، ويحثهم عليه، وكان يقول لهم “يا معشر المهاجرين والأنصار، أكثروا من الاستغفار وتوبوا إلى الله تعالى، فإني أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة”.

3. كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر لأصحابه وللمسلمين عامة، وكان يقول لهم “اللهم اغفر لي ولإخواني وللمسلمين أجمعين”.

الخاتمة:

إن الاستغفار من أهم العبادات وأجلها، وهو من أسباب مغفرة الذنوب والعتق من النار، وقد حثنا الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الاستغفار كثيرًا، وجعل الذكر والاستغفار نورًا ورحمة وهدى للمؤمنين، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الاستغفار دائمًا ومستمرًا، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويتوب علينا، إنه سميع مجيب.

أضف تعليق