المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الاستوداع هو ترك الشيء عند غير صاحبه لحفظه ورعايته، وهذا يصدق على جميع ما يملكه الإنسان، من مال، وولد، وأهل، وأحباب، وجميع ما يحبه ويرغبه، فإنه مستودع عنده من الله تعالى، وعليه أن يحسن رعايته وحفظه، ويرده إلى مالكه إذا طلبه، والله تعالى قد استودع عند الإنسان أشياء كثيرة، منها قطعة من قلبه، فما هي هذه القطعة وما خصائصها؟ وما واجب الإنسان نحوها؟
1. قطعة من القلب:
هي جزء من القلب، القلب الذي يضخ الدم إلى جميع أعضاء الجسم، ويضخ معه الحياة والروح، والقلب هو موطن العواطف والمشاعر الإنسانية، وموضع الإيمان والكفر، والحب والبغض، والرحمة والقسوة، والشجاعة والجبن، وغير ذلك من المشاعر الإنسانية، فالقلب هو جوهر الإنسان، ومصدر حياته وعواطفه، وهذا ما يجعله من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده.
2. خصائص قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عبده:
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة نقية صافية، خالية من كل عيب أو نقص، وهي قطعة رقيقة رقيقة، سريعة التأثر بالمحفزات الخارجية، وهي قطعة قوية صلبة، قادرة على تحمل الصعوبات والتحديات.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة مشتاقة إلى الله تعالى، ومتلهفة إلى لقائه، وهي قطعة مؤمنة بالله تعالى وبرسله وكتبه، وهي قطعة محبة لله تعالى ولرسله وكتبه.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة دائمة الذكر لله تعالى، وقطعة خاشعة لله تعالى، وقطعة تائبة إلى الله تعالى، وقطعة راجية رحمة الله تعالى.
3. واجب الإنسان نحو قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لديه:
– عليه أن يحسن حفظها ورعايتها، ويحميها من كل ما من شأنه أن يلوثها أو ينجسها، أو يفسدها، أو يمرضها، أو يقتلها، وذلك بالبعد عن المعاصي والذنوب، والالتزام بالطاعات والقربات.
– عليه أن يغذّيها بالطعام الروحي المناسب، من قراءة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتفكر في مخلوقات الله تعالى، والاعتبار بها.
– عليه أن يستخدمها فيما خلقها الله تعالى له، من محبة الله تعالى، ومحبة رسله وكتبه، ومحبة المؤمنين، والدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإصلاح ذات البين.
4. قطعة القلب تحن إلى الله تعالى:
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة تحن إلى الله تعالى، وتتوق للقاءه، وتشتاق إلى النظر إلى وجهه الكريم، فهي قطعة غريبة في هذه الدنيا، لا تجد فيها راحة ولا سكينة إلا بالله تعالى.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة تحب الله تعالى، وتحب لقاءه، وتحزن على فراق، فهي قطعة لا تطمئن إلا بالله تعالى، ولا تسكن إلا إليه.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة ترجو رحمة الله تعالى، وتخاف عذابه، وتتضرع إليه بالدعاء والابتهال، فهي قطعة لا تأمن مكر الله تعالى، ولا تيأس من رحمته تعالى.
5. قطعة القلب تشتاق إلى لقاء الله تعالى:
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة تشتاق إلى لقاء الله تعالى، وتتوق للنظر إلى وجهه الكريم، فهي قطعة غريبة في هذه الدنيا، لا تجد فيها راحة ولا سكينة إلا بالله تعالى.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة تحب الله تعالى، وتحب لقاءه، وتحزن على فراق، فهي قطعة لا تطمئن إلا بالله تعالى، ولا تسكن إلا إليه.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة ترجو رحمة الله تعالى، وتخاف عذابه، وتتضرع إليه بالدعاء والابتهال، فهي قطعة لا تأمن مكر الله تعالى، ولا تيأس من رحمته تعالى.
6. قطعة القلب تخاف من الله تعالى:
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة تخاف من الله تعالى، وتخشى عقابه، فهي قطعة تعرف أن الله تعالى قادر على كل شيء، وأن لا أحد يستطيع أن ينجو من عقابه إذا عصاه.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة تتقي الله تعالى، وتجتنب معاصيه، فهي قطعة لا تريد أن تغضب الله تعالى، ولا تريد أن تتعرض لعقابه.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة ترجو رحمة الله تعالى، وتخاف عذابه، وتتضرع إليه بالدعاء والابتهال، فهي قطعة لا تأمن مكر الله تعالى، ولا تيأس من رحمته تعالى.
7. قطعة القلب ترجو رحمة الله تعالى:
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة ترجو رحمة الله تعالى، وتتضرع إليه بالدعاء والابتهال، فهي قطعة تعرف أن الله تعالى غفور رحيم، وأنه يحب العباد ويغفر لهم ذنوبهم إذا تابوا إليه.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة لا تيأس من رحمة الله تعالى، ولا تقنط من مغفرته، فهي قطعة تعلم أن الله تعالى أرحم الراحمين، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
– قطعة القلب التي استودعها الله تعالى لدى عباده هي قطعة متفائلة بالخير، وواثقة من رحمة الله تعالى، فهي قطعة تؤمن بأن الله تعالى سيعفو عنها وسيغفر لها ذنوبها إذا تاب