اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك.
المقدمة:
البسملة والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فنحن في هذا المقال سنتحدث عن دعاء اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك، هذا الدعاء العظيم الذي يحمل في طياته الكثير من المعاني والدروس، فهو دعاء التذلل والانكسار بين يدي الله تعالى، فهو دعاء العبد الضعيف الذي يعترف بعبوديته لله تعالى، وأن الله تعالى هو مالكه وربه، وأن الله تعالى هو الذي يمسك بناصيته، أي بزمام أموره، فهو الذي يدبر شؤونه، وهو الذي يقضي له حاجاته، وهو الذي ينجيه من المكاره، وهو الذي يرزقه، وهو الذي يميت، وهو الذي يحيي، فالله تعالى هو وحده القادر على كل شيء، وهو وحده الذي يستحق العبادة.
أولاً: معنى اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك:
اللهم: يا الله ” يا من له الأمر كله”.
إني عبدك: أي أني أعترف بأنني عبدك يا ربي، وهذا الاعتراف بالعبودية لله تعالى هو أساس الإيمان، فالإيمان بالله تعالى يقتضي الإيمان بأنه هو الخالق المدبر، وأنه هو المالك لكل شيء، وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له.
ابن عبدك: أي أني ابن عبدك يا ربي، وهذا يعني أنني نشأت في بيت العبودية لله تعالى، وأنني تربيت على توحيد الله تعالى، وأنني تعلمت من والدي العبودية لله تعالى، وأنني نشأت على حب الله تعالى، وأنني نشأت على طاعة الله تعالى.
ثانياً: تفسير ناصيتي بيدك:
الناصية: هي مقدمة الرأس، وهي مجاز عن زمام الأمر، أي أن زمام أمري بيدك يا ربي، وهذا يعني أنك يا ربي أنت الذي تتحكم في أمري، وأنك أنت الذي تدبر شؤوني، وأنك أنت الذي تقضي حاجاتي، وأنك أنت الذي تنقذني من المكاره، وأنك أنت الذي ترزقني، وأنك أنت الذي تميتني، وأنك أنت الذي تحييني، فكل شيء بيدك يا ربي، وأنت وحدك القادر على كل شيء.
ثالثاً: دروس مستفادة من دعاء اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك:
1- التواضع لله تعالى: فالدعاء يعلمنا التواضع لله تعالى، ويعلمنا أننا عبيد الله تعالى، وأننا لا نملك لأنفسنا شيئاً، وأننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً إلا بإذنه تعالى.
2- الاعتماد على الله تعالى: فالدعاء يعلمنا أن نعتمد على الله تعالى في كل أمورنا، وأن نتوكل عليه تعالى في كل أحوالنا، وأن نؤمن بأن الله تعالى هو وحده القادر على كل شيء، وأن الله تعالى هو وحده الذي يستحق العبادة.
رابعاً: فضل دعاء اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك:
1- الاستجابة: فالدعاء مستجاب بإذن الله تعالى، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” [البقرة: 186].
2- النجاة من المكاره: فالدعاء ينجينا من المكاره، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَلَّصْنَاهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ” [يونس: 12].
خامساً: دعاء اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك حصن حصين:
1- مناع من الشيطان: فالدعاء حصن حصين من الشيطان، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” [الأعراف: 200].
2- وقاية من الفتن: فالدعاء وقاية من الفتن، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “وَإِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَاذْكُرْ أَنَّكَ لَسْتَ عَلَى شَيْءٍ مِّنْ أَصْحَابِهِمْ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ” [القصص: 55].
سادساً: دعاء اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك مفتاح الرزق:
1- سبب لزيادة الرزق: فالدعاء سبب لزيادة الرزق، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “وَسَأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ” [النساء: 32].
2- جلب البركة في الرزق: فالدعاء يجلب البركة في الرزق، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ” [المؤمنون: 18].
سابعاً: دعاء اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك سبب لدخول الجنة:
1- سبب لدخول الجنة: فالدعاء سبب لدخول الجنة، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ” [آل عمران: 133].
2- نجاة من النار: فالدعاء سبب للنجاة من النار، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ” [الأنبياء: 71].
الخاتمة:
وفي الختام، فإن دعاء اللهم إني عبدك ابن عبدك ناصيتي بيدك هو دعاء عظيم، يحمل في طياته الكثير من المعاني والدروس، وهو دعاء التذلل والانكسار بين يدي الله تعالى، وهو دعاء العبد الضعيف الذي يعترف بعبوديته لله تعالى، وأن الله تعالى هو مالكه وربه، وأن الله تعالى هو الذي يمسك بناصيته، أي بزمام أموره، وهو الذي يدبر شؤونه، وهو الذي يقضي له حاجاته، وهو الذي ينجيه من المكاره، وهو الذي يرزقه، وهو الذي يميت، وهو الذي يحيي، فالله تعالى هو وحده القادر على كل شيء، وهو وحده الذي يستحق العبادة.