بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
اللهم إن مسني الضر وأنت أرحم الراحمين: هو دعاء جامع قصير شامل لكل ضائقة وكرب، يدعو فيه العبد ربه سبحانه وتعالى أن يزيل عنه الضر الذي ألم به، ويطلب منه الرحمة، فهو أرحم الراحمين.
1. فضل الدعاء بـ (اللهم إن مسني الضر وأنت أرحم الراحمين):
– عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقول: “اللهم أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا”.
– روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّم أصحابه هذا الدعاء: “اللهم إنِّي عبدك وابن عبدك وابن أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، وعدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو أنزلتَه في كتابك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي”.
– كما أن هذا الدعاء من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في مواطن كثيرة من السنة النبوية، مما يدل على أهميته وفضله.
2. معنى الضر في الدعاء:
– الضر هو كل ما يؤذي الإنسان ويسبب له الألم والمشقة، سواء كان ضرًا جسديًا مثل المرض والألم، أو ضرًا نفسيًا مثل الحزن والاكتئاب، أو ضرًا ماديًا مثل الفقر والديون.
– لا يقتصر الضر على الأمراض الجسدية فقط، بل يشمل أيضًا الضر النفسي والمادي، مثل الحزن والاكتئاب والفقر والديون.
– ويختلف مفهوم الضر من شخص لآخر، فقد يعتبر البعض مرضًا بسيطًا ضرًا لا يحتمل، بينما قد لا يعتبره آخرون ضرًا على الإطلاق.
3. من هو أرحم الراحمين؟
– أرحم الراحمين هو الله سبحانه وتعالى، وهو الرحيم بجميع خلقه، فهو الذي يرحم عباده ويغفر لهم ذنوبهم ويتقبل توبتهم.
– رحمة الله واسعة وتشمل كل شيء، فهو يرحم المؤمنين والكافرين، وهو يرحم الحيوانات والنباتات والجمادات.
– رحمة الله لا حدود لها، فهي رحمة دائمة متجددة، وهي رحمة لا تنقطع أبدًا.
4. كيف نطلب الرحمة من الله؟
– يمكننا طلب الرحمة من الله سبحانه وتعالى من خلال الدعاء، والتضرع إليه، والتذلل بين يديه، وطلب المغفرة والتوبة من الذنوب.
– يمكننا أيضًا طلب الرحمة من الله من خلال الأعمال الصالحة، مثل الصدقة والإحسان ومساعدة المحتاجين، فهذه الأعمال الصالحة تجلب رحمة الله وتكفر عن الذنوب.
– كما يمكننا أيضًا طلب الرحمة من الله من خلال قراءة القرآن والدعاء به، ففي القرآن الكريم آيات كثيرة تدعو إلى طلب الرحمة من الله.
5. أهمية الصبر عند الإصابة بالضر:
– من أهم الأمور التي يجب أن يتحلى بها العبد عند الإصابة بالضر هو الصبر، فالصبر من صفات المؤمنين، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى.
– الصبر على الضر يرفع درجات العبد عند الله، ويمحو عنه ذنوبه، ويكفر عنه سيئاته، ويجعله من الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب.
– كما أن الصبر على الضر يمنح العبد القوة والعزيمة والإصرار على مواجهة الصعوبات والتحديات، ويجعله قادرًا على تجاوزها والانتصار عليها.
6. أدعية لتفريج الكرب:
– اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك، أو أنزلتَه في كتابك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همِّي.
– اللهم يا مفرِّج الهم، يا كاشف الغم، يا رحمن يا رحيم، يا حي يا قيوم، أسألك أن تفرِّج همِّي وتكشف غمي وتزيل ضري وتشرح صدري وتيسر أمري وتصلح بالي وتقضي حاجتي وتحقق أمنيتي.
– اللهم يا لطيف، يا كريم، يا منان، يا جواد، يا عفو، يا غفور، يا تواب، أسألك أن تلطُف بي وتكرمني وتمنَّ عليَّ بجودك وعفوك وغفرانك وتوبتك، وأن ترزقني من حيث لا أحتسب، وأن تغنيني عن سؤال الناس.
الخلاصة:
اللهم إن مسني الضر وأنت أرحم الراحمين: دعاء قصير جامع شامل لكل ضائقة وكرب، يدعو فيه العبد ربه سبحانه وتعالى أن يزيل عنه الضر الذي ألم به، ويطلب منه الرحمة، فهو أرحم الراحمين.