المقدمة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
فالأخلاق هي السلوكيات والتصرفات التي تصدر عن الإنسان، والتي تحدد صفاته وخصائصه، وهي من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يهتم بها ويرعاها، وذلك لأنها هي التي تحدد مصيره في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على التحلي بالأخلاق الحسنة، فقال: “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا”.
1. فضل الأخلاق الحسنة:
– الأخلاق الحسنة من أهم أسباب دخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.
– الأخلاق الحسنة من أسباب محبة الله تعالى لعباده، فقد قال الله تعالى: “وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”.
– الأخلاق الحسنة من أسباب محبة الناس للمسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن بشره في وجهه، وخيره في يده”.
2. الأخلاق السيئة وخطورتها:
– الأخلاق السيئة من أسباب دخول النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”.
– الأخلاق السيئة من أسباب بغض الله تعالى لعباده، فقد قال الله تعالى: “وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”.
– الأخلاق السيئة من أسباب بغض الناس للمسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر”.
3. كيف نتحلى بالأخلاق الحسنة:
– علينا أن نسأل الله تعالى أن يهدينا لأحسن الأخلاق، فقد قال الله تعالى: “رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”.
– علينا أن نكثر من قراءة القرآن الكريم، وتدبر آياته ومعانيه، فقد قال الله تعالى: “وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ”.
– علينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله، فقد قال الله تعالى: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”.
4. أنواع الأخلاق الحسنة:
– الصدق: وهو قول الحق وعدم الكذب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة”.
– الأمانة: وهي حفظ ما استؤمن عليه، وعدم خيانته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”.
– العدل: وهو إعطاء كل ذي حق حقه، وعدم الظلم، فقد قال الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ”.
5. أنواع الأخلاق السيئة:
– الكذب: وهو قول الباطل وادعاء خلاف الواقع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار”.
– الخيانة: وهي عدم حفظ ما استؤمن عليه، والتصرف فيه على غير وجهه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة خائن”.
– الظلم: وهو وضع الشيء في غير موضعه، وعدم إعطاء كل ذي حق حقه، وقد قال الله تعالى: “وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنَ”.
6. الأخلاق الحسنة في التعامل مع الآخرين:
– علينا أن نكون متواضعين، ولا نتكبر على الآخرين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”.
– علينا أن نكون رحماء بالآخرين، وأن نساعدهم في حاجاتهم، فقد قال الله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى”.
– علينا أن نكون عادلين مع الآخرين، وأن نعطيهم حقوقهم كاملة، فقد قال الله تعالى: “وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ”.
7. الأخلاق الحسنة في التعامل مع النفس:
– علينا أن نكون راضين بما قسمه الله لنا، ولا نتطلع إلى ما عند غيرنا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “القناعة كنز لا يفنى”.
– علينا أن نكون صابرين على المصائب والابتلاءات، وأن نحتسبها عند الله تعالى، فقد قال الله تعالى: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.
– علينا أن نكون شاكرين لله تعالى على نعمه، وأن نحمده عليها، فقد قال الله تعالى: “وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”.
الخاتمة:
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله الذي هدانا وأكمل نعمه علينا بالإسلام.