اللهم جملني بقلب رحيم
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الرحمة من أهم الصفات التي يتحلى بها الإنسان، وهي من أعظم نعم الله تعالى على عباده. والرحمة هي الإحساس بآلام الآخرين والمعاناة معهم، والرغبة في مساعدتهم وتخفيف آلامهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”. وهذا الحديث يدل على أن الرحمة هي صفة من صفات المؤمنين، وأنها سبب لرحمة الله تعالى لعباده.
صفات القلب الرحيم:
1. اللين والعطف: القلب الرحيم هو القلب اللين العطوف الذي يتأثر بآلام الآخرين ومعاناتهم، ويرغب في مساعدتهم وتخفيف آلامهم.
2. الشفقة والإحسان: القلب الرحيم هو القلب الذي يفيض بالشفقة والإحسان على الآخرين، ويرغب في مساعدتهم وتقديم العون لهم.
3. التسامح والعفو: القلب الرحيم هو القلب الذي يتسامح ويعفو عن الآخرين، ولا يحمل ضغينة أو كراهية في قلبه.
4. المحبة والود: القلب الرحيم هو القلب الذي يحب الآخرين ويودهم، ويرغب في الخير لهم.
5. الرحمة بالحيوان: القلب الرحيم هو القلب الذي يرحم الحيوان ويعطف عليه، ولا يؤذيه أو يضره.
6. الرحمة بالبيئة: القلب الرحيم هو القلب الذي يرحم البيئة ويعطف عليها، ولا يلوثها أو يدمرها.
7. الرحمة بالأعداء: القلب الرحيم هو القلب الذي يرحم حتى الأعداء، ولا يحمل ضغينة أو كراهية في قلبه تجاههم.
فوائد القلب الرحيم:
1. قرب القلب من الله تعالى: القلب الرحيم هو القلب الذي يقرب من الله تعالى، ويحظى برحمته ورضاه.
2. السعادة في الدنيا والآخرة: القلب الرحيم هو القلب الذي ينعم بالسعادة في الدنيا والآخرة، ويحظى بحب الناس وتقديرهم.
3. تفريج الكربات: القلب الرحيم هو القلب الذي يفك كربات الناس، ويخفف آلامهم ومعاناتهم.
4. إطفاء النار: القلب الرحيم هو القلب الذي يطفئ النار، ويحمي صاحبه من عذاب جهنم.
5. دخول الجنة: القلب الرحيم هو القلب الذي يدخل صاحبه الجنة، ويحظى بالنعيم الأبدي.
طرق تنمية الرحمة في القلب:
1. تذكر نعم الله تعالى: إن تذكر نعم الله تعالى على عباده يزيد من الرحمة في القلب، ويدفع إلى مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم.
2. قراءة القرآن الكريم: إن قراءة القرآن الكريم يزيد من الرحمة في القلب، ويدفع إلى مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم.
3. التأمل في خلق الله تعالى: إن التأمل في خلق الله تعالى يزيد من الرحمة في القلب، ويدفع إلى مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم.
4. العمل الصالح: إن العمل الصالح يزيد من الرحمة في القلب، ويدفع إلى مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم.
5. الدعاء إلى الله تعالى: إن الدعاء إلى الله تعالى يزيد من الرحمة في القلب، ويدفع إلى مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم.
مواقف لأصحاب القلوب الرحيمة:
1. موقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع أسرى بدر: عندما انتصر المسلمون في معركة بدر، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى أسرى بدر، وإطعامهم وسقايتهم، وإطلاق سراحهم دون فدية.
2. موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع العجوز اليهودية: عندما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة للمسلمين، جاءت إليه عجوز يهودية تطلب منه المساعدة، فأمر بإعطائها من بيت مال المسلمين.
3. موقف علي بن أبي طالب كرم الله وجهه مع الخوارج: عندما خرج الخوارج على علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، أرسل إليهم من يناظرهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يقاتلهم إلا بعد أن رفضوا الحوار والمناظرة.
معوقات الرحمة في القلب:
1. الحقد والكراهية: الحقد والكراهية من أعدى أعداء الرحمة، وهما يمنعان القلب من الشعور بالرحمة تجاه الآخرين.
2. البخل والحرص: البخل والحرص من الصفات التي تمنع القلب من الشعور بالرحمة تجاه الآخرين، وتدفعه إلى الأنانية وحب الذات.
3. الغرور والتعالي: الغرور والتعالي من الصفات التي تمنع القلب من الشعور بالرحمة تجاه الآخرين، وتدفعه إلى الاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم.
4. القسوة والغلظة: القسوة والغلظة من الصفات التي تمنع القلب من الشعور بالرحمة تجاه الآخرين، وتدفعه إلى التسلط عليهم وإيذائهم.
خاتمة:
إن الرحمة من أهم الصفات التي يتحلى بها الإنسان، وهي من أعظم نعم الله تعالى على عباده. والرحمة هي الإحساس بآلام الآخرين والمعاناة معهم، والرغبة في مساعدتهم وتخفيف آلامهم.
وإن القلب الرحيم هو القلب الذي يقرب من الله تعالى، ويحظى برحمته ورضاه. وإن القلب الرحيم هو القلب الذي ينعم بالسعادة في الدنيا والآخرة، ويحظى بحب الناس وتقديرهم.