اللهم رب جبرائيل وميكائيل ورب اسرافيل فاطر
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،، فإن لله تعالى أسماء حسنى وصفات عليا، ومن هذه الأسماء اسم “فاطر” وهو اسم يدل على عظمة قدرة الله تعالى وإبداعه في خلقه. وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحشر: 24]. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن معنى اسم الله تعالى “فاطر” وعن تجلياته في خلقه.
1. معنى اسم الله تعالى “فاطر”
اسم الله تعالى “فاطر” يعني الخالق والمبدع. وهو يدل على أن الله تعالى هو وحده الذي خلق الكون من العدم، وأبدعه على أكمل وجه. وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَسْتَقِرَّ فِي الْأَرْحَامِ مَا يَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [غافر: 67].
2. تجليات اسم الله تعالى “فاطر” في خلقه
تتجلى قدرة الله تعالى في خلقه في كل شيء، من أصغر الذرات إلى أكبر المجرات. ففي كل ذرة من ذرات الكون توجد معجزة علمية تدل على عظمة الخالق وإبداعه. وفي كل خلية من خلايا الكائنات الحية يوجد نظام متكامل دقيق يدل على أن هذا الكون لم يأت من العدم صدفة، بل هو مخلوق بدقة وإتقان لا مثيل لهما.
3. قدرة الله تعالى في خلق السماوات والأرض
خلق الله تعالى السماوات والأرض في ستة أيام، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ [هود: 7]. وفي هذه الآية الكريمة دلالة واضحة على قدرة الله تعالى وعظمته، فهو الذي خلق الكون كله في ستة أيام، وهو القادر على إعادتنا إلى الحياة بعد الموت.
4. قدرة الله تعالى في خلق الكائنات الحية
خلق الله تعالى الكائنات الحية بأشكال مختلفة وأنواع متعددة، فمنها ما يعيش في البر، ومنها ما يعيش في البحر، ومنها ما يعيش في الهواء. وفي كل كائن حي يوجد نظام متكامل دقيق يدل على عظمة الخالق وإبداعه. ففي جسم الإنسان على سبيل المثال يوجد أكثر من 100 تريليون خلية، وكل خلية من هذه الخلايا تحتوي على مليارات من الذرات. وهذا النظام المتكامل الدقيق يدل على أن جسم الإنسان لم يأت من العدم صدفة، بل هو مخلوق بدقة وإتقان لا مثيل لهما.
5. قدرة الله تعالى في خلق النباتات
خلق الله تعالى النباتات بأشكال مختلفة وأنواع متعددة، فمنها ما ينمو على الأرض، ومنها ما ينمو في الماء، ومنها ما ينمو في الهواء. وفي كل نبات يوجد نظام متكامل دقيق يدل على عظمة الخالق وإبداعه. ففي ورقة الشجر على سبيل المثال يوجد أكثر من مليون خلية، وكل خلية من هذه الخلايا تحتوي على مليارات من الذرات. وهذا النظام المتكامل الدقيق يدل على أن النباتات لم تأت من العدم صدفة، بل هي مخلوقات بدقة وإتقان لا مثيل لهما.
6. قدرة الله تعالى في خلق الحيوانات
خلق الله تعالى الحيوانات بأشكال مختلفة وأنواع متعددة، فمنها ما يعيش في البر، ومنها ما يعيش في البحر، ومنها ما يعيش في الهواء. وفي كل حيوان يوجد نظام متكامل دقيق يدل على عظمة الخالق وإبداعه. ففي جسم الأسد على سبيل المثال يوجد أكثر من 200 عظمة، وكل عظمة من هذه العظام تحتوي على مليارات من الذرات. وهذا النظام المتكامل الدقيق يدل على أن الحيوانات لم تأت من العدم صدفة، بل هي مخلوقات بدقة وإتقان لا مثيل لهما.
7. قدرة الله تعالى في خلق الإنسان
خلق الله تعالى الإنسان أكمل مخلوقاته، فقد كرمه وفضله على سائر المخلوقات، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70]. وفي جسم الإنسان يوجد نظام متكامل دقيق يدل على عظمة الخالق وإبداعه. ففي جسم الإنسان على سبيل المثال يوجد أكثر من 100 تريليون خلية، وكل خلية من هذه الخلايا تحتوي على مليارات من الذرات. وهذا النظام المتكامل الدقيق يدل على أن جسم الإنسان لم يأت من العدم صدفة، بل هو مخلوق بدقة وإتقان لا مثيل لهما.
الخاتمة
إن قدرة الله تعالى في خلقه لا حد لها، وهو القادر على كل شيء. ولعل أعظم تجليات قدرة الله تعالى هي خلق الإنسان، فقد كرمه وفضله على سائر المخلوقات. فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي كرمه الله تعالى بالعقل والمنطق، وهو القادر على التفكير والتأمل في خلق الله تعالى. وهذا يدل على أن الإنسان مخلوق لهدف عظيم، وهو عبادة الله تعالى وحده لا شريك له.