المقدمة
إن القدر هو ما كتبه الله لعباده من أحداث وأفعال قبل خلقهم، وهو علمه سبحانه وتعالى بما سيكون، ولا يمكن لأحد أن يعلم قدره إلا الله وحده. ومن الأدعية التي يرددها المسلمون في دعائهم: “اللهم سخر لنا من الأقدار أجملها”، وفي هذا الدعاء معانٍ كثيرة ودلالات عظيمة.
1. معنى الدعاء
يعني هذا الدعاء أن يجعل الله تعالى لنا من الأقدار أجملها وأحسنها، وأن يصرف عنا كل ما هو سيء ومضر، وأن يوفقنا إلى ما فيه خيرنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة.
2. أنواع الأقدار
الأقدار أنواع كثيرة، منها ما هو مكتوب للإنسان منذ ولادته، مثل أجله و رزقه وعمله، ومنها ما هو مكتوب له بعد ولادته، مثل زواجه ومرضه وموته. ومنها ما هو مكتوب له قبل خلق السماوات والأرض، ومنها ما هو مكتوب له بعد خلق السماوات والأرض.
3. القدر المحتوم والقدر المقدر
الأقدار نوعان:
– القدر المحتوم: وهو ما لا يمكن تغييره، مثل الموت والرزق والأجل.
– القدر المقدر: وهو ما يمكن تغييره، مثل الصحة والمرض والزواج والطلاق.
4. القدر والاختيار
الإنسان مخير في أفعاله، وهو مسؤول عنها أمام الله تعالى. والأقدار لا تلغي اختيار الإنسان، ولكنها تحد من حريته في الاختيار. فمثلاً، لا يستطيع الإنسان أن يغير أجله أو رزقه أو عمله، ولكنه يستطيع أن يختار طريقته في التعامل مع هذه الأقدار.
5. حسن الظن بالله تعالى
من علامات حسن الظن بالله تعالى أن يسأل العبد ربه أن يسخر له من الأقدار أجملها. فإن الله تعالى هو وحده الذي يعلم ما هو خير للإنسان، وهو وحده القادر على أن يصرفه عن الشرور وأن يهيئ له الأسباب التي تساعده على تحقيق أهدافه.
6. الدعاء والاستغفار
من أسباب صرف الشرور عن الإنسان الدعاء والاستغفار. فالدعاء إلى الله تعالى أن يصرف عنا كل سوء وأن يجعل لنا من الأقدار أجملها، والاستغفار على الذنوب التي اقترفناها، من شأنه أن يجعل الله تعالى يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا ويصرف عنا كل شر.
7. الرضا بالقضاء والقدر
الرضا بقضاء الله تعالى وقدره من علامات الإيمان بالله تعالى. فالمسلم إيمانه بقضاء الله تعالى وقدره يجعله راضيًا بما قسمه الله له، سواء كان ذلك خيرًا أو شرًا.
الخاتمة
إن الدعاء إلى الله تعالى أن يصرف عنا كل سوء وأن يجعل لنا من الأقدار أجملها، من الأدعية التي يرددها المسلمون في دعائهم. وفي هذا الدعاء معانٍ كثيرة ودلالات عظيمة. فمن دعى بهذا الدعاء فقد سأل الله تعالى أن يرحمه ويغفر له ذنوبه ويصرف عنه كل شر.