اللّهم عفوك ورضاك
المقدمة:
إنّ العفو والرضى من صفات الله تعالى الجميلة، وهما من أعظم المطالب التي يسعى إليها المؤمن في حياته، فبالعفو ينجو من العقاب والعذاب، وبالرضا يحظى بالسعادة والهناء في الدارين.
1. العفو والرضى في الكتاب والسنة:
– ورد ذكر العفو والرضى في كثير من آيات القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقوله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة: 119].
– كما ورد ذكر العفو والرضى في العديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، منها قوله: “يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم” [رواه مسلم].
2. فضل العفو والرضى:
– العفو والرضى من صفات المؤمنين الصالحين، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63].
– العفو والرضى يجلبان السعادة والهناء في الحياة الدنيا، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
– العفو والرضى سبب لدخول الجنة في الآخرة، قال تعالى: {وَرَضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ} [التوبة: 72].
3. العفو عن الذنوب:
– العفو عن الذنوب من أعظم صفات الله تعالى، وهو منحة عظيمة يمنحها لعباده التائبين، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25].
– العفو عن الذنوب سبب لمغفرة الله تعالى ورضوانه، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
– العفو عن الذنوب طريق للنجاة من عذاب النار، قال تعالى: {وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 37].
4. الرضى بالقضاء والقدر:
– الرضى بالقضاء والقدر من صفات المؤمنين الصالحين، وهو من أسباب السعادة والهناء في الحياة، قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَ الْأَمْرُ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
– الرضى بالقضاء والقدر سبب لدخول الجنة في الآخرة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا وَرَضُواْ بِمَا آتَاهُمُ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ} [التوبة: 100].
– الرضى بالقضاء والقدر طريق للنجاة من الشقاء والبؤس في الحياة، قال تعالى: {وَمَن لَّم يَرْضَ بِحُكْمِ اللَّهِ فَمَن يُغَنِّيهِ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ} [الرعد: 41].
5. السعي لرضا الله تعالى:
– السعي لرضا الله تعالى من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدَّارِ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [الشورى: 20].
– السعي لرضا الله تعالى سبب لدخول الجنة في الآخرة، قال تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 72].
– السعي لرضا الله تعالى طريق للنجاة من عذاب النار، قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 19].
6. تجنب ما يغضب الله تعالى:
– تجنب ما يغضب الله تعالى من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5].
– تجنب ما يغضب الله تعالى سبب لمغفرة الله تعالى ورضوانه، قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا السَّبِيلَ فَيُضِلَّكُمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ وَعَظَكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [المائدة: 77].
– تجنب ما يغضب الله تعالى طريق للنجاة من عذاب النار، قال تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36].
7. الدعاء بالعفو والرضى:
– الدعاء بالعفو والرضى من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون: 118].
– الدعاء بالعفو والرضى سبب لمغفرة الله تعالى ورضوانه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
– الدعاء بالعفو والرضى طريق للنجاة من عذاب النار، قال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117].
الخاتمة:
إنّ العفو والرضى من صفات الله تعالى الجميلة، وهما من أعظم المطالب التي يسعى إليها المؤمن في حياته، فبالعفو ينجو من الع