اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

No images found for اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفوٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا

مقدمة:

العفو هو الصفح عن الذنوب والخطايا، وعدم مؤاخذة العاصي عليها، وهو من صفات الله الحسنى، وقد أمرنا الله تعالى بالعفو عن الناس كما أمرنا بالعفو عن أنفسنا، فالعفو من شيم الكرام، وهو من صفات المتقين، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وأن تعفوا أقرب للتقوى)(البقرة: 237).

1. فضل العفو عند الله:

– العفو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو من أسباب رضا الله عن عباده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم خلقًا، وأكثركم صلة، وأعفكم عما في أيدي الناس”.

– العفو من أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة إلا من عفَا”.

– العفو من أسباب زيادة الرزق، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما زاد عبدٌ عفوًا إلا زاده الله عز وجل عزًا، وما كظم غيظًا إلا زاده الله عز وجل شرفًا، وما صفح أحد عن ذنب إلا زاده الله عز وجل رفعة”.

2. العفو في القرآن الكريم:

– وردت كلمة العفو في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثين موضعًا، مما يدل على أهمية العفو عند الله تعالى، وقد أمر الله تعالى عباده بالعفو في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)(الأعراف: 199).

– رغَّب الله تعالى عباده في العفو، ووعدهم بالمغفرة والرحمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب العفو عن الناس، ويحب أن يعفو الناس بعضهم عن بعض”.

– جعل الله تعالى العفو من شروط قبول التوبة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله توبة عبد حتى يعفو عمن ظلمه”.

3. العفو في السنة النبوية:

– حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على العفو والحلم، وقال: “خير الناس أحلمهم”.

– أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعفو عند المقدرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قدر أحدكم على عدوه فليعفُ عنه، فإن الله يحب العافين”.

– ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في العفو والحلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس حلمًا، وأكثرهم عفوًا”.

4. آداب العفو:

– أن يكون العفو خالصًا لوجه الله تعالى، لا يبتغي به العبد ثناء الناس أو مكافأتهم.

– أن يكون العفو شاملًا لكل الذنوب والخطايا، فلا يجوز العفو عن بعض الذنوب دون بعض.

– أن يكون العفو تامًّا، فلا يجوز أن يحمل العفو في نفسه ضغينة أو حقدًا على من عفَا عنه.

5. فوائد العفو:

– العفو يريح النفس ويطهرها من الحقد والضغينة، ويجعل صاحبها يشعر بالسعادة والراحة.

– العفو يقوي العلاقات الاجتماعية ويحافظ عليها، ويجعل الناس يتعاملون مع بعضهم البعض بمحبة وألفة.

– العفو يجلب الرزق والبركة، ويُبعد عن صاحبه الشر والضرر.

6. متى لا يجب العفو:

– لا يجب العفو عند التمادي في الظلم والعدوان، فعندئذٍ يجب رد الظلم بقوة، وذلك لقول الله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)(البقرة: 179).

– لا يجب العفو عند الخوف من تكرار الظلم، ففي هذه الحالة يجب معاقبة الظالم حتى يرتدع عن ظلمه.

– لا يجب العفو عند وجود مصلحة عامة في معاقبة الظالم، ففي هذه الحالة يجب معاقبة الظالم حتى يكون عبرة لغيره.

7. الخاتمة:

العفو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو من أسباب رضا الله عن عباده، والعفو من أسباب دخول الجنة، والعفو من أسباب زيادة الرزق، وقد حثَّ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على العفو، وجعل العفو من شروط قبول التوبة، وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في العفو والحلم، والعفو له آداب وفوائد كثيرة، ولكن لا يجب العفو عند التمادي في الظلم والعدوان، أو عند الخوف من تكرار الظلم، أو عند وجود مصلحة عامة في معاقبة الظالم.

أضف تعليق