المقدمة:
اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون.
وهذه الآية الكريمة من سورة الزمر، وهي من الآيات العظيمة التي تدل على علم الله تعالى بكل شيء، وأنه لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض، وأنه هو الحكم العدل الذي يحكم بين عباده في كل ما يختلفون فيه.
وفي هذا المقال سوف نتناول معنى هذه الآية الكريمة، وسنتحدث عن صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، وسنتكلم عن حكمته وعدله في خلقه وفي تدبيره لشؤون الكون.
1- معنى الآية الكريمة:
اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون.
هذه الآية الكريمة تتكون من جملتين:
الجملة الأولى: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة.
وهذه الجملة فيها ثلاثة أسماء من أسماء الله الحسنى:
– فاطر: أي الذي فطر السماوات والأرض، أي خلقهما من العدم.
– عالم الغيب: أي الذي يعلم كل شيء في الغيب، أي ما لا يعلمه أحد سواه.
– عالم الشهادة: أي الذي يعلم كل شيء في الشهادة، أي ما يعلمه الناس.
الجملة الثانية: أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون.
وهذه الجملة فيها صفتان من صفات الله تعالى:
– الحكم: أي الذي يحكم بين عباده في كل ما يختلفون فيه.
– العدل: أي الذي يحكم بالعدل بين عباده.
2- صفات الله تعالى:
الله تعالى له صفات كثيرة منها:
– العلم: أي أنه يعلم كل شيء في الغيب والشهادة.
– القدرة: أي أنه قادر على كل شيء.
– الإرادة: أي أنه يفعل ما يشاء.
– الحياة: أي أنه حي لا يموت.
– البقاء: أي أنه باق لا يفنى.
– الوحدانية: أي أنه واحد لا شريك له.
3- أسماء الله الحسنى:
الله تعالى له أسماء كثيرة منها:
– الله: وهو الاسم الأعظم الذي لا يشاركه فيه أحد.
– الرحمن: أي الذي يرحم خلقه.
– الرحيم: أي الذي يرحم خلقه دائماً.
– الملك: أي الذي يملك كل شيء.
– القدوس: أي الذي تنزه عن كل نقص.
– السلام: أي الذي يسلم خلقه من كل شر.
4- حكمة الله تعالى:
الله تعالى حكيم في خلقه وفي تدبيره لشؤون الكون، ومن مظاهر حكمته تعالى:
– خلق السماوات والأرض وما فيهما من كائنات حية.
– إرسال الرسل والأنبياء لهداية الناس.
– أنزل الكتب السماوية لبيان الشريعة والدين.
– خلق الإنسان على أكمل صورة.
5- عدل الله تعالى:
الله تعالى عادل في حكمه وفي تدبيره لشؤون الكون، ومن مظاهر عدله تعالى:
– أنه لا يظلم أحداً.
– أنه يعطي كل ذي حق حقه.
– أنه يحاسب الناس على أعمالهم.
– أنه يجازي المحسن بالإحسان والمسيء بالإساءة.
6- حكم الله تعالى بين عباده:
الله تعالى يحكم بين عباده في كل ما يختلفون فيه، ومن أنواع هذا الحكم:
– الحكم بين الناس في الدنيا.
– الحكم بين الناس في الآخرة.
– الحكم بين الرسل والأنبياء.
– الحكم بين المؤمنين والكافرين.
7- الحكمة من حكم الله تعالى بين عباده:
هناك حكم كثيرة من حكم الله تعالى بين عباده منها:
– إظهار عدله تعالى.
– بيان حكمته تعالى.
– رد الحقوق إلى أصحابها.
– إحقاق الحق وإبطال الباطل.
– إصلاح ذات البين وإزالة الشحناء والبغضاء.
الخاتمة:
اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون.
هذه الآية الكريمة تدل على عظمة الله تعالى وكماله، وعلى علمه بكل شيء، وعلى عدله في حكمه بين عباده.