اللهم في عشر ذي الحجة ارحم أَبي
المقدمة:
عشر ذي الحجة هي أيام مباركة فاضلة، فيها يتضاعف الأجر والثواب، وتستجاب الدعوات، وتغفر الذنوب، وهي أفضل أيام السنة عند الله – عز وجل -، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أفضل أيام الدنيا أيام العشر”.
وهي فرصة عظيمة للتوبة والإنابة إلى الله – عز وجل -، وطلب المغفرة والرحمة منه، والتزود بالتقوى والطاعات، حتى ننال رضاه ورحمته.
وفي هذه الأيام المباركة، نتضرع إلى الله – عز وجل – أن يرحم آباءنا المتوفين وأن يغفر لهم ذنوبهم ويسكنهم فسيح جناته.
أولاً: مكانة الأب في الإسلام:
– الأب هو عماد الأسرة، وهو المسؤول عن رعاية أسرته وتوفير قوتها وحمايتها.
– وهو القدوة الحسنة لأبنائه، وهو الذي يعلمهم الأخلاق والفضائل، ويوجههم إلى طريق الخير والصلاح.
– وهو السند والعون لأولاده في أوقات الشدة والمحنة، وهو الذي يقف بجانبهم ويدعمهم في كل خطوات حياتهم.
ثانيًا: بر الوالدين في الإسلام:
– بر الوالدين هو من أهم الفرائض في الإسلام، وقد أمر الله – عز وجل – ببرهما في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
– قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا”.
– وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “برُّ الوالدين من أفضل الأعمال”.
ثالثًا: فضل الدعاء للوالدين:
– الدعاء للوالدين من أفضل الأعمال التي يمكن أن نتقرب بها إلى الله – عز وجل -، وهو من أعظم أبواب البر بهما.
– قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “الدعاء للمسلم بظهر الغيب مستجاب، وعند رأسه ملك موكل، كلما دعا له بخير قال الملك: آمين، ولك بمثل”.
– وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من دعا لوالديه في كل يوم سبعين مرة قال الله: قد غفرت لك ولهما”.
رابعًا: دعاء للوالدين في عشر ذي الحجة:
– اللهم في عشر ذي الحجة ارحم والدي واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
– اللهم اغفر لوالدي ذنوبه واجعل حسناته متقبלה عنده.
– اللهم ارزق والدي الفردوس الأعلى واجمعني به في جنتك يا أرحم الراحمين.
خامسًا: من أدعية أخرى للوالدين:
– اللهم اغفر لوالدي وارحمه وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلاً خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وادخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار.
– اللهم عامل والدي بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله.
– اللهم إن والدي قد دعاني في حياته فلم أجبه، وأطاعني في كثير من أمري، فلم أطع في شي منها، اللهم فاعف عني وعن والدي، إنك أنت أرحم الراحمين.
سادسًا: فضل الدعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة:
– إن الدعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة مستجاب بإذن الله – عز وجل -.
– وقد ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “ما من أيام أعظم عند الله – عز وجل – ولا أحب إليه العمل فيهن من عشر ذي الحجة، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.
– وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “الدعاء في خمس ليال لا يرد: ليلة الجمعة، وليلة عرفة، وليلة النصف من شعبان، وليلتا العيدين”.
سابعًا: خاتمة:
– نسأل الله – عز وجل – أن يرحم آباءنا المتوفين وأن يغفر لهم ذنوبهم ويسكنهم فسيح جناته.
– وأن يجعل دعاءنا لهم مقبولاً ومستجابًا، وأن يعوضنا عنهم خيرًا، وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم.
– وأن يثبتنا على دينه ويجعلنا من عباده الصالحين، إنه سميع مجيب الدعوات، والحمد لله رب العالمين.