اللهم قد بلغت اللهم فاشهد

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إنّ الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتبليغ ونشر رسالة الإسلام، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67]. وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105].

1. أهمية التبليغ في الإسلام:

التبليغ في الإسلام فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهو من أعظم العبادات وأجلّ الطاعات، وهو سبب لنيل رضا الله والجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو آية”. والتبلغ يعني إيصال رسالة الإسلام إلى الناس ونشرها بينهم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، والدعوة إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2. شروط التبليغ في الإسلام:

يشترط في التبليغ في الإسلام عدة شروط، منها:

أن يكون المُبلِّغ على علم بالدين الإسلامي وأحكامه.

أن يكون المُبلِّغ حسن الخلق والتعامل مع الناس.

أن يكون المُبلِّغ حكيماً في دعوته، لا ينفر الناس من الإسلام.

أن يكون المُبلِّغ صابراً على أذى الناس واضطهادهم.

3. طرق التبليغ في الإسلام:

هناك طرق عديدة للتبليغ في الإسلام، منها:

الدعوة المباشرة: وهي مخاطبة الناس بشكل مباشر ودعوتهم إلى الإسلام.

الدعوة غير المباشرة: وهي نشر رسالة الإسلام من خلال الأفعال والسلوكيات الحسنة.

الدعوة بالكتابة: وهي كتابة المقالات والكتب والدراسات التي تدعو إلى الإسلام.

الدعوة بالوسائل الإعلامية: وهي استخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر رسالة الإسلام.

4. فضل التبليغ في الإسلام:

إنّ للتبلغ في الإسلام فضلاً و منزلة عظيمة عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً”. و قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125].

5. التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنّ التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم أنواع التبليغ، وهو واجب على كل مسلم ومسلمة، قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7]. ويجب على المسلم أن يبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به من عقيدة وشريعة وأخلاق، وأن يدعو الناس إلى اتباعه.

6. التبليغ في زمن الفتن:

إنّ التبليغ في زمن الفتن له أهمية خاصة، حيث يحتاج الناس إلى من يهديهم ويرشدهم ويبين لهم الحق من الباطل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّه سيكون بعدي فتن، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ”. ويجب على المسلم أن يكون ثابتاً على دينه في زمن الفتن، وأن يدعو الناس إلى الحق والصبر على البلاء.

7. التبليغ حتى الموت:

يجب على المسلم أن يبلّغ عن الله ورسوله حتى يلقى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو آية”. ويجب على المسلم أن لا ييأس من التبليغ، وأن يواجه التحديات والصعوبات التي تعترضه في سبيل دعوته إلى الله تعالى، قال تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81].

الخاتمة:

إنّ التبليغ في الإسلام فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهو من أعظم العبادات وأجل الطاعات، وهو سبب لنيل رضا الله والجنة. ويجب على المسلم أن يكون على علم بالدين الإسلامي وأحكامه، وأن يتحلى بحسن الخلق والحكمة والصبر، وأن يستخدم الطرق المختلفة للتبليغ، وأن يكون ثابتاً على دينه في زمن الفتن، وأن يبلّغ عن الله ورسوله حتى يلقى الله تعالى.

أضف تعليق