المقدمة:
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، ورزقه العقل والفهم والإدراك، وجعل له لسانًا ينطق به، ويدين يدعو بها إلى ربه. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
أولًا: معنى الدعاء:
الدعاء لغة: هو الطلب والرغبة والابتهال، وشرعًا: هو عبادة جامعة بين اقرار العبد بربوبية الله ووحدانيته، وبين تضرعه وذله وافتقاره إلى الله -عز وجل-، وهو من أفضل العبادات وأحبها إلى الله، وقد حثنا الله -عز وجل- على الدعاء ووعدنا بالإجابة، فقال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
ثانيًا: أهمية الدعاء:
للدعاء أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو سبب لجلب الخير ودفع الشر، وهو وسيلة لصلة العبد بربه، وهو سبب لتحقيق الأمنيات والآمال، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاء هو العبادة”.
ثالثًا: آداب الدعاء:
هناك آداب ينبغي على المسلم مراعاتها عند الدعاء، منها: الإخلاص لله -عز وجل- وحده لا شريك له، والتوجه إليه وحده بالدعاء دون غيره، واليقين بالإجابة، والإلحاح في الدعاء وعدم اليأس، والتضرع والذلة والخشوع لله -عز وجل-.
رابعًا: أوقات الدعاء المستجابة:
هناك أوقات مستجابة يستحب للمسلم أن يدعو فيها، منها: وقت السحر، ووقت أذان الفجر، وبين الأذان والإقامة، وبعد صلاة الفجر، وفي السجود، وفي يوم الجمعة، وفي ليلة القدر، وفي عرفة.
خامسًا: أدعية مأثورة:
هناك الكثير من الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنها: “اللهم لا تؤاخذني بما فعل السفهاء منا”، و”اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل”، و”اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة”، و”اللهم أرزقني رزقًا طيبًا حلالًا”.
سادسًا: الدعاء عند الكرب والشدة:
عند حلول الكرب والشدة ينبغي على المسلم اللجوء إلى الله -عز وجل- بالدعاء، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من نزل به كرب أو شدة فليقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي”.
سابعًا: الخاتمة:
الدعاء عبادة عظيمة لها ثواب كبير، وهو سبب لجلب الخير ودفع الشر، وهو وسيلة لصلة العبد بربه، وهو سبب لتحقيق الأمنيات والآمال، وقد حثنا الله -عز وجل- على الدعاء ووعدنا بالإجابة، فينبغي على المسلم أن يدعو كثيرًا في جميع أوقاته، وأن يلتزم بآداب الدعاء ويوقن بالإجابة، ولا يقنط من رحمة الله مهما طال انتظاره.