اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا:
مقدمة:
الدعاء هو وسيلة للتواصل مع الله والتعبير عن حاجاتنا ورغباتنا له. وهو من العبادات العظيمة التي حث عليها الإسلام، حيث قال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة: 186).
ومن الأدعية المهمة التي يجب أن ندعو بها هي دعاء اللهم لا تحرمنا. ففي هذا الدعاء نطلب من الله أن لا يحرمنا من نعمه وخيراته.
الابتعاد عن المعاصي:
إن من أهم أسباب استجابة الدعاء هو الابتعاد عن المعاصي والذنوب. فالمعاصي تحجب الدعاء عن الوصول إلى الله تعالى، كما قال تعالى:
{وَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (القصص: 88).
لذلك، فإن أول خطوة لاستجابة الدعاء هي الابتعاد عن المعاصي والتوبة إلى الله تعالى.
الإخلاص في الدعاء:
من شروط استجابة الدعاء هو الإخلاص لله تعالى في الدعاء. فالدعاء يجب أن يكون لله وحده لا لغيره. فلا يجوز أن ندعو غير الله تعالى كالأولياء والصالحين، كما قال تعالى:
{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (يونس: 106).
لذلك، فإن الإخلاص في الدعاء هو شرط أساسي لاستجابته.
الحرص على الدعاء في الأوقات المستجابة:
هناك أوقات معينة يكون فيها الدعاء أكثر استجابة من غيرها. ومن هذه الأوقات:
الثلث الأخير من الليل: وهو الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا ويقترب من عباده، كما قال تعالى:
{وَتَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (السجدة: 16).
عند الأذان: وهو الوقت الذي ينزل فيه الملائكة إلى الأرض ويستغفرون للمؤمنين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“الدعاء عند الأذان لا يرد” (رواه الترمذي).
بين المغرب والعشاء: وهو الوقت الذي يصعد فيه الأعمال إلى الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” (رواه مسلم).
لذلك، ينبغي الحرص على الدعاء في هذه الأوقات المستجابة.
الاستغفار قبل الدعاء:
من المستحب الاستغفار قبل الدعاء، وذلك لكي نتطهر من ذنوبنا ومعاصينا قبل أن ندعو الله تعالى. فالدعاء لا يستجاب مع الإصرار على المعصية، كما قال الله تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر: 60).
لذلك، ينبغي الحرص على الاستغفار قبل الدعاء حتى يقبل الله تعالى دعاءنا.
الدعاء بأسماء الله الحسنى:
من أفضل ما ندعو به هي أسماء الله الحسنى. فالله تعالى له أسماء حسنى وصفات عليا يجب أن ندعوه بها. ويمكننا أن نجد أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم والسنة النبوية.
ومن أسماء الله الحسنى التي يمكن أن ندعو بها:
الرحمن: وهو اسم يدل على رحمة الله تعالى الواسعة.
الرحيم: وهو اسم يدل على رحمة الله تعالى الخاصة.
الغفور: وهو اسم يدل على أن الله تعالى يغفر الذنوب ويستر العيوب.
الوهاب: وهو اسم يدل على أن الله تعالى يهب العطايا والخيرات لعباده.
لذلك، ينبغي أن ندعو الله تعالى بأسمائه الحسنى حتى يستجيب لدعائنا.
الدعاء بأسماء النبي صلى الله عليه وسلم:
من المستحب الدعاء بأسماء النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الدعاء بأسمائه صلى الله عليه وسلم من أسباب استجابة الدعاء. ومن أسماء النبي صلى الله عليه وسلم التي يمكن أن ندعو بها:
محمد: وهو اسمه صلى الله عليه وسلم الذي سماه به جده عبد المطلب.
أحمد: وهو اسم يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والمرسلين.
مصطفى: وهو اسم يدل على أنه صلى الله عليه وسلم مختار من الله تعالى.
حبيب الله: وهو اسم يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حبيب الله تعالى.
لذلك، ينبغي أن ندعو الله تعالى بأسماء النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستجيب لدعائنا.
الخاتمة:
دعاء اللهم لا تحرمنا هو دعاء عظيم يجب أن ندعو به دائماً. ففيه نطلب من الله تعالى أن لا يحرمنا من نعمه وخيراته. ولتحقيق ذلك، يجب أن نحرص على الابتعاد عن المعاصي والإخلاص في الدعاء والحرص على الدعاء في الأوقات المستجابة والاستغفار قبل الدعاء والدعاء بأسماء الله الحسنى والدعاء بأسماء النبي صلى الله عليه وسلم.